في زمن الثورات , تزييف الحق القومي وسيلة وغاية وتشويه متعمد لصورة المقاومة والممانعة لانها مصدر من مصادر الوعي العقائدي لمصير ومصلحة الأمة , وهي المرحلة الثانية بعد ان تثبت الانظمة المترنحة كرسي السلطة بدماء الألاف والألاف من الشعب . لا يهم طالما ان اجهزة التشويش على البث , من احزاب واقلام النخبة واعلام قادرة على وصف كل هؤلاء بالعمالة تارة ,وبالرضوخ للارادة الاجنبية تارة اخرى .
وهكذا دواليك عدم وعي او مندسين او مخربين او منشقين موالين للغرب او الاتون على ظهر الدبابات الاميركية , وكان هذه الصفات اصلا لم تكن احد اعمدة السلطة والنظام منذ قدوم اول مستوطن يهودي الى ارض فلسطين وتناسى صاحب كل قلم وخطاب مدافع عن بقاء الانظمة بشرعية صورية لمقاومة والممانعة.
ان ساسة هذه الانظمة قد درجوا مع المشتغلين في الشؤون العامة والداخلية , وفي كيانات الامة وباقي الدول العربية والخارجية – مبدأ العلاقات فيما بين الدول والأمم , درجوا على التوجه الى القوات العالمية الكبرى يطلبون منها هذا الامر او ذاك , وكان اكثرهم لمعانا هو الذي يبدي الخارجيون اهتماما –كلاميا – باشخاصهم او مقترحاتهم ولم يبتعد عن هذا الخطر –الدارج – رؤساء التكتلات والمنظمات والاحزاب , يستقوون بالذي يهمه اضعاف مجموعهم بالمخطط الاستعماري المنتظم,اما من وصلت او توصل اليهم صلاحيات السلطة في نطاق كيان الدولة فان عبوديتهم للارادات الخارجية (حجة مغفورة ومبرورة ومشكورة اما اذا اراد الشعب التحرر من الخوف والعبودية فهو ضد (المصلحة القومية ) لان التحرر من السلطة القمعية والنظام هو (خيانة وعمالة وتبعية ) فلسفة من يدعي انه حامي حمى القومية العربية بدفاعه عن نظام الاسد ولو انهم يدركون ويعلمون ان الادعاء شيء ومحاولة تذهين وتزييف العقل هي هرطقة مكشوفة وسطحية , والحقيقة شيئ اخر , التحرر والتحرير والوحدة ومفهوم الحق القومي ومصير الامة يتطلب معرفة ولو اولية لحقيقة الوجود الانساني في النشوء والارتقاء , ومعرفة اكثر عمقا لدقة التركيب المجتمعي في وضعه القائم وفي مسيرة حياته – تاريخه – منجزاته الانسانية في مجمل شؤون الحياة يتباهى البعض برسالة مزورة ومزيفة من معاوية الى هرقل وقيصر الروم بينما ان اول من اسس بالحقيقة لمبدأ الوسيلة تبرر الغاية وقمع الشعب وقتله ولو حتى عن بكرة ابيه لاجل الكرسي وسلطة النظام هو معاوية بن ابي سفيان عندما قررت ان اكتب اجزاء للتاريخ ايضا وجهة نظر فلانه أي التاريخ لا يرحم احد فهو السجل الحقيقي لكل الاحداث , وانما اردت التوجه الى اكبر عدد من الذين يجعلون المصلحة والمصير القوميين في اهتماماتهم الذين يضيفون الى شعورهم بكيانهم – افرادا – الشعور الواعي بمصلحة المجتمع الذي هم منه وفيه , وفيه امكانيات تفاعلية تستهدف تجويد الحياة وتحقيق القيم العليا , وتكشف للعقل الخلاق عن حقيقة الوجود الانساني القيمي , فهذا ايضا مطلب قومي عربي صحيح يرافق الرساليين لتبقى فعالية الرسالة مستمرة في الاجيال الطالعة .
لان ما يعنينا كقوميين اقحاح هو قضيتنا , قضية وطننا وامتنا –وما يعنينا اليوم هو ضبطها , فلا تضيع كما اضاع حكامنا الكثير في معركتنا المستمرة انني منذ اليوم وفي هذه السانحة التاريخية اطالب كل النخبة بوجوب استغلال الفرصة لتوحيد الكلمة والمطالبة بالوحدة والغاء هذا التشرذم والتشتت الفكري والقيمي والغاء كل معاهدات الاستسلام والانتداب من وعد بلفور الى مبادرة السلام العربية ومدريد و242 فلا تذهب تضحيات شعبنا سدى لان ما يهمنا لم يكن وليس انتصار هذا الفريق او ذاك , فنحن نعني بحرية شعبنا في وطننا ,الذي لا يدرس احداث الماضي يصعب عليه ان يأخذ العبرة لما هو جار في الوقت الحاضر وللتخطيط للاتي, فما اعده عدونا الازلي اليهود والطامعون بنا طوال قرن ونيف من الزمن , يحفزنا لنكشف اسباب ما حل بشعبنا , والحلول العملية لازالة الاسباب ومنها الثورة على الانظمة والحكام , والتوجه الصحيح نحو سبيل المعرفة وفعل القوة لتجويد حياتنا وتحقيق قيمنا العليا وتطلعنا نحو الافضل والاسمى لشعبنا كله
فادي ماضي