عندما كانت أوروبا مشغولة بالأبحاث والاختراعات وإعداد القوات المسلحة وصناعة المدافع والطائرات هل كان من الجدير بسلاطين الدولة الصفوية أن يصرفوا البلاد على بناء القباب والمنارات الذهبية فوق مقامات الأئمة عليهم السلام ؟ هل كان أولئك الملوك والعلماء مطيعين للعقل والشرع أم للهوى ،والهوس ؟ هل مجرد قيام أولئك الملوك والعلماء بإظهار الحب لمقامات الأئمة عليهم السلام وأولاد الأئمة كاف لمحو ما ارتكبه أولئك الملوك من الجرائم وقتل المخالفين للتكفير عن أعمالهم السيئة ؟ لقد شغل السلاطين الظالمون المسلمين بالخرافات كي يبعدوهم عن حقائق دينهم ويستطيعوا الركوب على أكتافهم ،كما قام وعاظ السلاطين والمتلبسون بلباس أهل العلم والمحترفون للدين الذين يتخذونه حانوتا يستأكلون به الدنيا بترويج مثل تلك الأعمال .
ومن الجهة الأخرى عطلت أحكام الاسلام الحياتية والضرورية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ووحدة المسلمين والمساواة والأخوة والعدالة ، وتم ترويج أحاديث تعطي وعودا جزافا مبالغا بها على زيارة مرقد إمام وأنها تساوي مئة ألف حجة ،أو ألف حجة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا مع أن رسول الله لم يحج بعد هجرته إلى المدينة سوى حجة واحدة ، أما زائر مقام الإمام الفلاني فكأنه حج ألف حجة !
أو له أجر مائة ألف شهيد ! لأجل تضعيف الإسلام وزعزعة أعمدة الشرع والاستهزاء بقوانين الله عز وجل ، كي يغتر الذين يحسبون حسابا للقيامة وعذاب الآخرة فينشغلون بهذه الأعمال التي لا طائل تحتها ويتصورون أنها ستنجيهم من العذاب يوم الحساب ، ويتجرؤون على المعاصي ولا يجدون حاجة إلى تعلم حقائق الدين الإلهي وبذل الأنفس والأموال في سبيل الله بل يقنعون بتلك الأعمال التي لا تعدو بمعظمها أنها موضوعة ولا ينتج عنها سوى التخلف والانحطاط ويأملون مع ذلك أن ينهض الأئمة عليهم السلام ليشفعوا لهم يوم القيامة ويدافعوا عنهم . لقد أرادوا بمثل تلك الأحاديث الموضوعة والزيارات المخترعة أن يقللوا من شعائر الإسلام الحقيقية التي كان يقوم بها نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأئمتنا والمسلمون جميعا ويجعلوا زيارة ولي أو إقامة مأتم أهم من جميع السنن الشرعية! أيا كان الهدف فقد كانت تلك السياسة مفيدة لأعداء الإسلام وأثرت أثرها حتى أصبح أهم عمل ديني في نظرنا اليوم ، الذهاب إلى زيارة الأئمة أو عقد مجالس العزاء التي لا تزيد معارف شعبنا سوى الابتعاد عن تطبيق الالتزام الديني الصحيح أكثر فأكثر ..!