لجؤوا إلى سوريا هرباً من الاعتقال و التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعتبر سوريا الدولة الثانية بين الدول العربية بالنسبة لعدد اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين على أراضيها، كونها بنظر أنصارها “دولة الممانعة و المقاومة”، فقد بلغ عددهم أكثر من 500 ألف لاجئ مسجلين في وكالة الأونروا.

 

ويوجد في سوريا ما يزيد على 13 مخيماً للاجئين الفلسطينيين، بعضها رسمي والآخر غير رسمي، يتوزع الفلسطينيون على عدة مخيمات  منها مخيم اليرموك، مخيم نيرب قرب حلب، مخيم العائدون في حمص، مخيم الرمل في اللاذقية، ويعتبر مخيم اليرموك في دمشق، الذي أنشئ عام 1957، أكبر تجمع للفلسطينيين في سوريا، ويقدر عدد سكانه حالياً بنحو 360 ألف نسمة، ويوجد في المخيم 4 مستشفيات، وأكبر عدد من المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

 

و بعد اندلاع الثورة السورية ما كان بإمكان الفلسطينيين أن يكونوا سلبيين إزاء معاناة جوارهم السوري، بالإضافة إلى الأحاسيس المشتركة، من الشعور بالحرمان والقهر والغضب، وقد تفاقم ذلك مع رؤية الفلسطينيين لهذا التدمير الأعمى والقتل الوحشي الذي يتعرض له السوريون والمناطق التي يقطنون فيها، و حاول الفلسطينيون اللاجئون بكل إمكانياتهم التخفيف عن السوريين في أزمتهم، عبر تحويل المخيمات إلى أماكن آمنة لإيواء أهالي المناطق المنكوبة.

 

بدأت قوات النظام السوري بوضع حواجز أمنية في مداخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوبي دمشق منذ اندلاع الثورة، و تعمد النظام قصف اليرموك مرات عدة، ما أدى إلى مصرع العشرات، كما قام باعتقال العديد من الشبان، و ذلك كله بسبب تحول المخيم إلى بيئة حاضنة للنازحين السوريين في المناطق المجاورة، ففرض النظام على المخيم حصار خانق.

 

و كلنا لا ننسى حادثة معبر الموت في مخيم اليرموك يوم 5 يناير/2014 ، اليوم الذي أشاع النظام السوري نبأ افتتاح معبر إنساني لخروج أهالي مخيم اليرموك المحاصر عن طريق شارع علي الوحش، حيث خرج حينها أكثر من 1500  من أهالي المخيم المدنيين هرباً من الحصار و الجوع. حسب شهادة المعتقل السابق “أبو جهاد” من مركز توثيق المعتقلين والمفقودين الفلسطنيين في سوريا فقد قام عناصر النظام السوري و لواء أبو الفضل العباس بإشعال النيران داخل برميلين و ألقوا فيها جميع الأوراق الثبوتية التي يمتلكها أهالي المخيم، و اعتدى عناصر النظام بالضرب المبرح على النساء و الأطفال، و تم اعتقال الشبان.

 

لم يكتفِ النظام بقصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، و فرض الحصار الخانق عليهم، فقد تعمد تعريض الفلسطينيين لأفظع أساليب الاعتقال في سجون النظام كقتل الضحية أو موتها تحت التعذيب أو إبلاغ ذويها بموته وإخفاء الجثة وإبقاء مصيرها مجهولاً، دون أن يلقي بالاً لقرارات الشبكة الأوربية للدفاع عن حقوق الأسرى المعتقلين الفلسطينيين.

 

و قد أوضحت المجموعة الحقوقية أن أكثر من 400 فلسطيني موثق ماتوا في سوريا، حيث بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين 1200  معتقل و معتقلة.

وأردفت المجموعة أن 102 لاجئاً فلسطينياً قضوا نتيجة القصف والاشتباكات في عدة مناطق بسوريا، بينما وثقت إعدام 10 فلسطينيين ميدانياً، بالإضافة إلى إعدام 8 آخرين بعد اختطافهم، في حين توفي 26 شخصاً بسبب الحصار ونقص الرعاية الطبية، إلى جانب وفاة 20 من فلسطيني سوريا نتيجة الغرق والهجرة غير الشرعية.

 

منذ أن بدأ النظام السوري بإنتاج أسلوب الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري للشعب السوري و الفلسطيني في سوريا على السواء عقب انطلاق الثورة السورية، لم تتوقف النداءات و المناشدات و المطالبات التي يوجهها الفلسطينيون إلى قيادتهم و إلى المنظمات الحقوقية، غير أن كل ذلك لم يأتِ بأي نتيجة، فلا القيادة الفلسطينية تعاملت مع هؤلاء كرعايا لها و لا المنظمات الحقوقية الدولية و من خلفها المجتمع الدولي تعاملوا مع ملف المعتقلين باعتباره جريمة كبرى ترتكب بحق الإنسانية من قِبل هذا النظام المجرم.

 

المصدر: المركز الصحفي السوري