مجدداً يؤكد المجرم ميشال سماحة بالصوت والصورة أنه عميل مأجور وعبد مأمور لعبد مأمور يأتمر بأوامر كبيرهم الذي علّمهم القتل والإجرام والإرهاب في دمشق وبيروت. في التسجيل المصوّر الذي كشفت قناة «المستقبل» النقاب عنه مساء أمس وأظهره معترفاً بكامل قواه العقلية والبدنية أمام المحققين بمخططه التفجيري الفتنوي، بدا الإرهابي سماحة يؤكد المؤكد في أقواله مصادقاً على مصداقية الأشرطة المصوّرة السابقة التي ثبّتت نقله وحيازته للمتفجرات الأسدية وتسليمها مع الأموال إلى المخبر ميلاد كفوري طالباً منه صراحةً استخدامها في عمليات تفجير واغتيال بغرض إشعال فتنة مذهبية وطائفية بين اللبنانيين. أما المعطى الجديد في مضمون اعترافات سماحة الإرهابية أنها أتت غداة إطلاق سراحه لتوثّق، إضافةً إلى عمالته الإجرامية لنظام الأسد، تعامي المحكمة العسكرية عن هذه الحقائق المصوّرة الساطعة والدامغة في القضية وتخاذلها تالياً في إنزال القصاص العادل بحقه وفق معايير القانون والعدالة المنزّهة عن أي وصاية مخابراتية أو حزبية أو سياسية. فعلياً وعملياً، شكّل شريط اعترافات مجرم الأسد بالأمس إدانة موصوفة ومبرمة له وللمتواطئين معه في المخطط الإجرامي الدنيء الذي كان بصدد تنفيذه.. كما للمتخاذلين الموقّعين على قرار تخلية سبيله.

شريط الاعتراف

إذاً، بدأت قناة «المستقبل» اعتباراً من الليلة الماضية عرض سلسلة من الأشرطة المصورّة لاعترافات المجرم المدان سماحة أمام المحققين، والتي سبق أن شاهدتها واستمعت إلى مضمونها الإجرامي الواضح والصريح محكمة التمييز العسكرية، وفيها إقرار بالصوت والصورة من سماحة بكيفية إتمام عملية إعداد ونقل المتفجرات من دمشق إلى بيروت بأمر من اللواء علي المملوك وبالتنسيق التام بين هذين الإرهابيين. 

في المقتطفات التي بثتها «المستقبل» خلال نشرتها المسائية أمس لاعترافات سماحة خلال التحقيق معه بتاريخ 8-9-2012، بدا سماحة بصحة جيدة وهو يقول للمحققين: «ارتكبت غلطة (...) قلت لعلي المملوك إنّ هناك موضوعاً من هذا النوع (تنفيذ تفجيرات واغتيالات في لبنان) شو رأيك؟» فأجابه المملوك موافقاً ومبدياً اهتماماً بالتنفيذ. ثم شرح سماحة للمحققين كيف أنه التقى «عدنان» وهو ضابط في المخابرات السورية، ثم دخل إلى مكتب المملوك بينما كان عدنان قد استلم منه سيارته لوضع المتفجرات المنوي إرسالها إلى لبنان في داخلها. وعندما سئل عن دور المخبر كفوري في القضية أكد سماحة أنه كان يثق به ثقة كاملة. وأعلنت «المستقبل» أنها ستواصل بث مقاطع جديدة من اعترافات المجرم سماحة تباعاً خلال نشراتها الإخبارية اليومية.

مؤتمر جعجع.. وزيارة عون

سياسياً، لفت الانتباه أمس تقاطع كل من الرابية ومعراب عند الإشارة إلى حصول تعثر في الاتفاق الرئاسي بين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع بحسب ما أعلنت مصادر رفيعة في كل من الرابية ومعراب لـ«المستقبل» من دون توضيح أسباب هذا التعثر مكتفيةً بالإشارة إلى أنّ «العمل جار لاحتواء الوضع». 

وفي سياق مواز برز تضارب في المعلومات حول مسألة زيارة عون إلى معراب بين معطيات تؤكد أنها ستتم خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، وأخرى تؤشر إلى عدم إتمام هذه الزيارة خلال هذين اليومين. غير أنّ دعوة الصحافيين والإعلاميين إلى تغطية مؤتمر صحافي سيعقده جعجع مساء اليوم في معراب، أثارت اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية حتى أنّ بعضها لم يستبعد أن تكون أجواء «التعثر» التي ضخّها العونيون والقواتيون خلال الساعات الأخيرة ليست أكثر من عملية «تمويه أمني» لتأمين زيارة عون إلى معراب، خصوصاً وأنّ مصادر إعلامية مواكبة للحدث لفت انتباهها «استثنائية» الدعوة الموجّهة إلى المراسلين الصحافيين والإعلاميين لتغطية مؤتمر جعجع وفق ما بدا من الاهتمام البالغ من القيّمين في معراب بتأمين أوسع مشاركة من قبل الوسائل الإعلامية في المؤتمر، الأمر الذي عزّز لدى معظم المدعوين أرجحية أن يكون عون بصدد زيارة معراب اليوم تمهيداً للمشاركة في مؤتمر صحافي مشترك مع جعجع مساءً.