"حملة الغالونات" هو المشهد الذي يتطابق مع ما تشهده محطات الوقود في البقاع، من اكتظاظ بشري من محيطيها اللبناني والسوري النازح، اللذين يتشاركان في تأمين تدفئتهم الشتوية ببضعة ليترات من المازوت، وبما يكفي حاجتهم الاستهلاكية الاسبوعية.
قد لا يكون مشهد التزود بالمازوت بواسطة غالونات العشرة ليترات، او اكثر بقليل، معبرا بشكل كبير عن ضائقة مالية، تسببت في عجز البقاعيين عن التعبئة التقليدية بواسطة خزاناتهم، التي باتت خارج الاستعمال منذ ثلاث سنوات على الاقل، وفق ما يلاحظ احمد رباح من سكان منطقة سعدنايل، الذي يشير الى ان تعبئة الغالونات هذه السنة، تحمل مؤشرا اقتصاديا لا يرتبط بالضائقة المالية، انما يتعلق حصرا بموضوع تراجع اسعار المشتقات النفطية الاسبوعي، وهذا يعاكس مشاهد الاعوام الماضية، حين تجاوز سعر صفيحة المازوت 30 الف ليرة.
ما يلاحظه رباح، يؤكده صاحب احدى محطات الوقود في البقاع الاوسط، الذي يلفت الانتباه الى ان التزود بالمازوت يكون لمدة اسبوع فقط، فالمئات من السكان المحليين ينتظرون يوم الاربعاء، واذاعة الجدول الاسبوعي لاسعار المحروقات، الذي يحمل تراجعا مستمرا، يتهافتون الى المحطات حاملين معهم "غالوناتهم".
يصل حجم مبيع المازوت بواسطة التعبئة بالغالونات الى حدود 80 في المئة، من حجم مبيعات بعض المحطات، فاحداها تبيع اكثر من 70 الف ليتر من اصل 100 الف ليتر من حجم مبيعاتها الاسبوعي، ومحطة اخرى يتحدث صاحبها عن مبيع يصل الى عشرة آلاف ليتر (بالغالون) في اليوم الواحد.
في المقابل، لا ينفي بعض اصحاب محطات الوقود ارتباط مشهد التعبئة بالغالون بموضوع الضائقة الاقتصادية عند البعض، انما هي قليلة قياسا الى السنوات الثلاث الماضية.