بقي لبنان، لليوم الثاني على التوالي، تحت وطأة قرار المحكمة العسكرية بتخلية سبيل الوزير السابق ميشال سماحة، فيما عاد ملف الحراك المدني الى الواجهة من بوابة ترحيل النفايات.

ولم تقتصر موجة ردات الفعل على المواقف والوقفات الاحتجاجية اعتراضا على القرار بل تعدتها الى المستوى الرسمي، حيث استوضح رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام من المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، بصفته نائباً لرئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد الموجود خارج لبنان، طبيعة القرار بتخلية سبيل سماحة .وطلب من رئاسة مجلس القضاء القيام بما يلزم لتسريع المحاكمة أمام محكمة التمييز العسكرية تمهيداً لاصدار حكمها النهائي في هذه الدعوى، احقاقاً للحقّ ونظراً لأهمية الملف وحساسيّته باعتباره يتعلق بقضية تمسّ الأمن القومي.

وفي إنتظار الردّ السياسي والقانوني لقوى "14 آذار" على "صدمة" قرار المحكمة العسكرية بعد ان اطلقت قياداتها "عاصفة مواقف نارية" منددة بما صدر،اعتصمت المنظمات الشبابية في "14 آذار" في السابعة مساء امس في ساحة ساسين في الاشرفية امام منزل سماحة تعبيراً عن الاحتجاج العارم على تخليته ورفضاً لقرار المحكمة العسكرية. واستباقا للخطوة ، قطعت القوى الامنية الطرق المؤدية الى منزل سماحة بعد الظهر.

وفي اطار خطوات الاحتجاج على اخلاء سبيل سماحة ، استكمل امس مسلسل قطع الطرق في أحياء العاصمة وبعض المناطق، وعمد عدد من النسوة من أهالي الموقوفين الاسلاميين، إلى قطع الاوتوستراد أمام سراي طرابلس ، مطالبين بـ"محاكمة ابنائهن الذين مر على توقيفهم عشرات السنوات من دون محاكمة وهم لم يرتكبوا جرما مقارنة بجرم سماحة". وفي سجن رومية واصل عدد من السجناء الاسلاميين منذ منتصف ليل امس الاول، ، اضرابا عن الطعام والماء والدواء، احتجاجا . واتخذت القوى الامنية الاحتياطات كافة، ووضعت سيارات الاسعاف في حال تأهب لنقل اي حالة طارئة.

وسط هذه الاجواء ، وبعد المفاجأة التي سجلها الحراك المدني أمس الاول في مرمى وزارة البيئة من خلال اقتحامها والصدام مع القوى الامنية ، دعا الحراك المدني الى وقفة رمزية في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم "لرسم طريق الحل في ملف النفايات" وسأل في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر عمن يمول خطة الترحيل؟ وما مصادر هذا التمويل وما الكلفة الحقيقية؟ ولماذا السرية وغياب المناقصات؟

في المقلب الامني ، ومع تزايد القلق على الاستقرار في ضوء معلومات اشارت الى احتمال عودة مسلسل التفجيرات والاغتيالات ، سجل امس موقف لافت للقائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز عقب زيارته وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ،اعرب فيه عن القلق على الوضع الامني في لبنان لافتا الى مخاوف على الامن أينما كان في العالم. ولوحظ انتقال جونز من الخارجية الى اليرزة حيث اجتمع بقائد الجيش العماد جان قهوجي.