وأخيراً قرّر حزب الله أن يردّ على "الحملة التي استهدفت المقاومة في مضايا"!، ومن هنا تحديداً نبدأ، أي من "المقاومة في مضايا"!
هل من جملة تستحقّ أن تُختم بعلامة تعجّب أكثر من هذه الجملة؟ "المقاومة في مضايا"، والحزب وجَد لهذه الجملة كُتّاباً لا تستوقفهم كلماتها، كما وجد صوراً ووجوهاً يُدافع فيها عن "المقاومة في مضايا"، وصحفاً ونواباً رؤوساء تحرير وأئمة مساجد من الطائفة السنّية أيضاً، ناهيك عن مطربين وفنّانين مسيحيين، جميع هؤلاء يؤمنون بأن هناك "مقاومة في مضايا"، وأن لا تجويع استهدف أبناء البلدة المحاصرة بـ"عشق المقاومين" على ما ردّد شاعر غير شيعي.
والحال أن الأمم المتحدة كاذبة في قولها إنّ 400 من أبناء البلدة "غير المحاصرة" بحاجة لإخلاء سريع منها. كاذبة حين قالت إنّ البلدة محاصرة، وحين قالت إنّ 400 من أبناء البلدة بحاجة إلى إخلاء. الإعلام الدولي كاذب أيضاً، ومتواطئ مع العدو الصهيوني، فالتقارير التي حملتها كبريات صحف العالم هي جزء من حملة تشويه لصورة المقاومة مموّلة من دوائر الصهيونية العالمية، تلك التي تصليها المقاومة ناراً ورصاصاً في مضايا.
لم يُشر الإعلام العالمي إلى أن المقاومة سمحت في شهر تشرين الأول الفائت بدخول شاحنات إغاثة إلى الأهالي غير المحاصرين في مضايا في شهر تشرين الأول من العام 2015. ثلاثة أشهر أيها الجاحدون بدور المقاومة، فهل استهلكتم خلالها كل المساعدات؟ ثلاثة أشهر كانت مضايا فيها غير محاصرة إلا بـ"عشق المقاومين"، وكانت القصائد عن سهل الحولا وإصبع الجليل وبحيرة طبريا تصل إلى أطفال مضايا مخترقة حالة اللاحصار المضروبة حول البلدة. فهل وثّق مندوب الأمم المتحدة ذلك؟ طبعاً لا، فهذا عميل صغير لا تعنيه القصائد ولا يطرب لأغاني جورج وسوف، ومنشغل بصغائر من نوع حليب الأطفال، ومساحيق مشابهة لا تساوي الغبار الذي على حذاء مقاوم.
قررت المقاومة أن تباشر حملة في مقابل الحملة التي تُشنّ عليها. قال سوسلوف المقاومة إن تضامن فؤاد السنيورة مع أهل مضايا لا يكفي لأن يكون المرء مع حصارها، لكنه (أي تضامن السنيورة) يلقي شكوكاً حول حقيقة الحصار.
سوسلوف وجد ضالته أخيراً وأدلى بدلوه. الأطفال ليسوا جائعين في مضايا، والدليل أن فؤاد السنيورة تضامن معهم. هذا رقص ديالكتيكي يصعب دحضه أيها الرفاق. ثم إنّ العدو الصهيوني الذي يمدّ التكفيريين في البلدة بالمساعدة سيُهزّم مرة أخرى على رغم الغارات التي يشنّها على المقاومة وقادتها في البلدات السورية. الدرس الكبير الذي لقمته إياه المقاومة في أعقاب اغتياله سمير القنطار سيتكرر وراء كل غارة.
وفي هذا الوقت... المقاومة لا تحاصر مضايا، إنما تحتضنها. ولا جائعين في البلدة، وما قاله ممثل الأمم المتحدة هو كذب وتضليل ودعاية صهيونية.
المصدر: ناو