التخبط اللبناني الرسمي في المواقف من الأحداث العربية و الدولية بات واضحا في لبنان، وكشفت الأزمة الأخيرة التي كان بطلها جبران باسيل وزير الخارجية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب كشفت النقاب عن فوضى المواقف السياسية في وزارة الخارجية اللبنانية التي شاء الوزير جبران باسيل أن يغرد فيها خارج السرب اللبناني أولا وخارج السرب العربي ثانية .
إن هذه السياسة اللبنانية في التعامل مع الأحداث الخارجية وبغياب واضح لرئيس الحكومة تمام سلام لم تعد تخدم لبنان لا من قريبو لا من بعيد وإنما تخدم فصيلا واحدا لاغير وهو حزب الله .
إن هذا التسيب السياسي في البلاد وخصوصا في التعامل مع الشؤون الخارجية سيأخذ لبنان إلى اصطفاف جديد بغنى عنه، وقد أظهرت مجموعة مواقف عربية استياءا كبيرا لدى السعودية و قادة مجلس التعاون الخليجي وبعض وزراء الخارجية العرب من الموقف اللبناني الذي تبناه وزير الخارجية حبران باسيل .
إن التداعيات لمثل هذا الموقف قد لا يستطيع لبنان تحملها وقال مصدر خليجي أن تداعيات أكيدة سوف يتكبّدها لبنان نتيجة موقفه، متوقعا "أن تتمّ إعادة تقييم للعلاقات الخليجية مع لبنان لجهة السياسة الخارجية والاقتصادية، فقد بات لبنان مدرجا على جدول أعمال السعودية والخليج والدول الإسلامية برمتها". مستطردا: "إن سلوك لبنان الخارج عن الإجماع العربي، سيجرّ إليه العقاب".
لذا فإن هذا التحدي الذي فرضه جبران باسيل ومن ورائه حزب الله على لبنان بحاجة إلى معالجة جذرية وتقع المسؤولية هنا على رئيس الحكومة ومجلس الوزراء مجتمعا وبالتالي إصدار موقف موحد مما حصل تلافيا لأي تداعيات تصيب لبنان جراء السياسة الخارجية الملتبسة للبنان .
إن زج لبنان في أتون الصراعات التي يخوضها حزب الله في المنطقة ومع العرب تحديدا هو من أخطر السياسات التي يحيكها حزب الله لتوريط لبنان، وهي سترتد سلبا بلا شك على كل لبناني فضلا عن لبنان الدولة والجمهورية وبالتالي فإن حزب الله هو المسؤول الأول عن تشويه صورة لبنان الخارجية وهو قرار مسبق بالامساك بسياسة لبنان الخارجية وصولا إلى المآرب التي يردها حزب الله وهي الخطوة الأكثر خطورة على لبنان دولة وشعبا .