ماذا تريد ؟ هذا سؤال بدأ يُطرح على الساحة اللبنانية , وتسرّب إلى الساحة الشيعية وبقوة ممزوجة بخوف وقلق , بدأت الساحة الشيعية تشعر بإخفاقات حزب الله السياسية التي قادته إلى جبهات لا ناقة لنا فيها ولا جمل , ماذا يريد من اليمن وما هي علاقته بها , ماذا يريد من العراق , ماذا يريد من أفريقيا , ماذا يريد من أميركا اللاتينية , ماذا يريد من العالم ؟؟؟؟ مَنْ أنت ؟
أسئلة قلقة ومحرجة لحزب الله ولجمهوره وبالتالي لكل الطائفة الشيعية التي باتت على صراع مع مليار ونصف المليار المسلم السني , بالإضافة إلى الكثير من الاعداء والاخصام داخليا وخارجيا , هل أنت وحدك على حق وكل هذا العالم على باطل ؟ مَنْ أنت ؟ ماذا تريد ؟ لو سمحت إشرح لنا بهدوء وبدون صراخ , " وإذا بتريد نحن نريد أن نسمع أصواتا هادئة طبعا من غير محمد رعد الذي يرعد بدون إمطار , وهذا هو الاسوأ به " , نريد أن نعرف كشيعة إلى أين نحن سائرون ؟ .
والأسوأ من حزب الله هم أخصامه , الذين لا يميزون بين معتدل ومتطرف , بل يتعاملون مع السنة بما هم سنة , ومع الشيعة بما هم شيعة , لا يفرقون بين شيعي معتدل وبين شيعي متطرف , ولا بين سني معتدل ولا بين سني متطرف , كأنه الفرز الطائفي . لقد أصبح الفرز المذهبي أمرا واقعا لا محيص منه , فحزب الله وإيران جرّت الطائفة الشيعية إلى معسكرها بكاملها , والسعودية وحلفاؤها جرّت السنة إلى معسكرها بكاملها . والانكى من هذا كله , أن كلا الطرفين يتحدث عن الوحدة الاسلامية ويدعو الناس إلى نبذ الفتنة , وبذلك يحمّل مسؤولية الصراع المذهبي إلى فئة مجهولة المكان والزمان والماهية .
لم تَعُد القضية أو المشكلة محلية تدور حول بناء الدولة أو النظام , أو تحسين وضع طائفة شيعية أو سنية هنا أو هناك , بل أصبحت القضية قضية صراع أمة بكاملها , وتدمير تاريخ حضاري إسلامي بكامله , وجر شعوبٍ إلى معارك عبثية لا فائدة منها أبدا , إلا للمستعمر أو للطامع بإنهاك العالم الاسلامي , والعالم العربي .
علي كحيل