يجمع أكثر من مصدر سعودي وخليجي تحدّث الى "السفير" على التعبير عن "سخط خليجي يصل حدّ المرارة" من موقف لبنان في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لجامعة الدول العربية الذي انعقد في القاهرة" (يوم الأحد الفائت).
لا يقتنع الخيلجيون بحجّة لبنان التي ساقها في الاجتماع الوزاري العربي والمرتكزة على "الحفاظ على وحدتنا الداخلية من دون التخريب على الاجماع العربي"، كما قال وزير الخارجية جبران باسيل في كلمته.
ويذهب مصدر خليجي واسع الاطلاع الى القول متندّرا: "إنها وحدة إيرانية! كان يفترض بلبنان الاصطفاف بلا لبس الى جانب العرب وإلا لِمَ يسمّي نفسه: لبنان العربي؟"، مضيفا: "للحق وجه واحد وليس وجوه".
وردّا على القول إن باسيل دافع بشكل واضح عن موقف السعودية عبر إعلانه تضامن لبنان معها ضد اﻻعتداء الذي تعرضت له سفارتها وقنصليتها في ايران، وذلك التزاما منه باﻻتفاقات الدولية ورفض انتهاك حرمة اي سفارة او بعثة ديبلوماسية، وخصوصا اذا كانت للسعودية، والتزاما بجامعة الدول العربية، لا سيما المادة 8 من ميثاقها الذي ينص على عدم التدخل في شوؤن الدول الداخلية، يقول المصدر الخليجي الواسع الاطلاع: "نحن لا نريد كلاما فارغا، بل أفعالا ومواقف ناصعة، ولّى زمن بيعنا الكلام المعسول، فقد اكتفينا مراوغة".
ويشير المصدر الى تداعيات أكيدة سوف يتكبّدها لبنان نتيجة موقفه، متوقعا "أن تتمّ إعادة تقييم للعلاقات الخليجية مع لبنان لجهة السياسة الخارجية والاقتصادية، فقد بات لبنان مدرجا على جدول أعمال السعودية والخليج والدول الإسلامية برمتها". مستطردا: "إن سلوك لبنان الخارج عن الإجماع العربي، سيجرّ إليه العقاب".
ويضيف المصدر الخليجي، ردّا على سؤال "السفير" عن المطلوب من لبنان في الاجتماع الاستثنائي لدول "منظمّة التعاون الإسلامي" المقبل، بقوله: "لا نتوقع شيئا إلا موقفا سلبيا يشبه ما صدر عن لبنان في جامعة الدول العربية، فمن لا يمكنه انتخاب رئيس لجمهوريته لا يمكنه التأثير في قرارات إقليمية وازنة، بنظر السعوديين والخليجيين فإن لبنان بات إحدى محافظات إيران، لا تأثير له ولا موقف".