إنها الأزمة السورية التي استطاعت أن تقلب موازين العالم رأسا على عقب وإنها المصالح الدولية التي أدخلت المجتمع العربي والأوروبي بصراع لن تكون نهايته إلا بحرب عالمية ثالثة. فمنذ خمسة أيام نشر موقعنا خبرا مفاده أن هناك قرارا سعوديا يقضي بتصفية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هذه المعلومة التي انتشرت على نطاق واسع رافقها رصد لموقع لبنان 24 نشر فيه مقطعا تصويريا يدّعي فيه هادي نجل نصرالله أن هناك قرارا خليجيا من أجل التخلص من نصرالله. لكن السؤال الذي سأله سابقا نصرالله في خطابه حين تم إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر لماذا في هذا الوقت فإننا نتوجه به اليوم إلى مسرّب هذه المعلومات.
فبعد خطاب نصرالله الذي تهجّم به على المملكة العربية السعودية توالت الأخبار المتعلقة بهذا الموضوع لكن هل يمكن أن تكون لإيران علاقة في هذا التهديد؟ لعلّ الصراع على الأرض السورية يظهر مدى رغبة روسيا في محو التمدد الإيراني وخير دليل على ذلك انه منذ دخول موسكو الحرب لجانب النظام السوري وحلفائه أصبحت إيران في خبر كان وتعقيبا على الموضوع فإنه من الطبيعي أن ينتفض حزب الله على الواقع بعد أن قدّم شبابه وخرج من سوريا مهزوما دون أي ذكر لإنجازاته أيضا ودون أي فرصة لتنفيذ مشروع ايران بالشرق الأوسط.
ولعلّ فشل نصرالله في تأدية الواجب الشرعي من قبل إيران جعل الغضب يسيطر عليها والخوف من إنتفاضة يشعلها نصرالله ضدها لن تنحلّ إلا بتصفيته او القضاء عليه وفي ظل الصراعات الحاصلة اليوم بين القطبين المتنافرين سياسيا فإنه من الطبيعي أن توجّه أصابع اللوم إلى السعودية في حال تعرّض شخص نصرالله لأزمة او ضرر.
فالسؤال الذي يطرح نفسه ويؤكد نفسه ايضا هو "هل اغتيال نصرالله هو فبركة إيرانية من أجل جعل الطائفة الشيعي في المناطق العربية ينتفض؟ خصوصا أن ردات فعل إعدام النمر لم ترو غليل الجمهورية الإسلامية؟ والسؤال الأهم:كيف تم اكتشاف المخطط؟ سؤال لابد أن تكون إجابته في القريب العاجل