بعدما كادت مبادرة رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري بترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ان تؤدي الى تفجير الوضع الداخلي لقوى الثامن من آذار.
إلا أن حزب الله استطاع أن يلملم حلفائه بحيث التزم كل من التيار الوطني الحر وتيار المردة هدنة محكومة بعدم التصعيد في ما بينهما او تأزيم الأمور أكثر. بغض النظر عما تضمره القلوب. وفي السياق ذاته فإن السقف الإيراني المرسوم منذ عدة سنوات للثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل يفرض على كل منهما استيعاب الآخر بعيدا عن اي خلافات علنية.
على ما حصل أخيرا لجهة انزلاق رئيس حركة أمل نبيه بري في اتجاه دعم ترشيح فرنجية خصوصا وفق ما ظهر عشية جلسة انتخاب الرئيس ألتي كانت مقررة في 16 من الشهر الماضي حيث كان يجري الرئيس بري إحتساب اصوات النصاب.
فيما حزب الله كان على النقيض من ذلك في التزامه دعم ترشيح حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون.
مع ارتياح الحزب للتسريبات عن إتجاه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى دعم ترشيح العماد عون في مؤشر واضح على التناقض بين مكونين رئيسيين من قوى الرابع عشر من آذار من خلال دعم تيار المستقبل لترشيح النائب فرنجية واتجاه القوات اللبنانية لترشيح عون.
مصادر سياسية تكشف إلى أن مبادرة الحريري بدعم فرنجية لم تكن ناضجة.
لا من حيث توقيتها ولا من حيث الآلية السياسية التي تمت مقاربة ملء الشغور الرئاسي من خلالها. فالتوقيت الإقليمي بدا غير مناسبا لأطفالها في ظل استمرار عوامل التأزيم بين إيران والسعودية. حتى قبل أقدام السعودية على تنفيذ حكم الاعدام بالشيخ نمر باقر النمر والذي أدى إلى ردود فعل إيرانية قاسية على هذا الحكم.
فضلا عن ان جملة أخطاء ترافقت مع إعلان المبادرة وصولا إلى استعجال النائب فرنجية بإعلان ترشيح نفسه.
أدت ليس فقط إلى وقوع كل من الحريري وفرنجية ضحية هذه الأخطاء بل وقع ضحيتها ايضا كل من الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط أيضا. وتشير المصادر الى أن حزب الله لم يكن ليطمئن أصلا إلى إتفاق يجريه الرئيس الحريري مع فرنجية يبدو من خلاله كصانع للرؤساء ولو مع التسليم بمرشح من قوى الثامن من آذار.
والذي بات مكسبا لهذه القوى كيفما اتجهت الأمور.
على ان الخشية الكبرى تتأتى من ان اللعبة السياسية الداخلية واستنادا إلى التطورات الإقليمية وتأثيرها المباشر على الداخل اللبناني قد لا تفسح في المجال أمام الحد من الأضرار بل على العكس من ذلك فقد تؤدي الى مزيد من الاستنزاف على مستوى الوطن والمؤسسات وصولا إلى استنزاف بعض القوى السياسية التي يؤخذ عليها تقديم بعض التنازلات ومنها تيار المستقبل والذي سيؤدي إلى إطالة أمد الشغور الرئاسي..