شرّ البلية ما يُضحك. فإن المتهمين بحرق السفارة السعودية وجدوا أنفسهم في موقف محرج، بعد أن أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية بأن الحكومة سترفع دعوى قضائية ضد المتورطين في حرق السفارة السعودية، مما يحتّم على القضاء البدء بتحقيقات ميدانية للكشف عن هويات المتورطين.
وفي السياق نفسه أكّد النائب علي مطهري بأن الشرطة كانت هي المقصرة الاولى في حادث الهجوم وحرق مبنى السفارة السعودية، بالرغم من أن زميله منصور حقيقت بور سبقه بالقول بأن هناك معلومات تفيد بأن جماعة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي تقف وراء الهجوم على السفارة.
ويبدو أن الكرة الآن في ملعب الشرطة وقوات التعبئة التابعة للحرس الثوري الباسيج، وبما أن الشرطة متهمة بالتراخي أما المهاجمين ووقفت في موقع المتفرج، ودفع قائد قوات الخاصة للشرطة المسؤولة عن حماية السفارات الاجبنية تكلفة قصور قواته أو تقصيرهم بخسارة منصبه ولكن اصابع الاتهام متجهة بشكل مباشر نحو عناصر غير منضبطة من قوات التعبئة التابعة للحرس الثوري حسب عدد من المصادر التي تؤكد على ذلك، فعليه من المفترض ان يمثل هؤلاء أمام القضاء ولا يسامحهم الرأي العام.
وللهروب من هذا المأزق الكبير لم يجد قائد قوات التعبئة الباسيج الجنرال محمد على نقدي حيلة أنفع من إلقاء المسؤولية على العدو المتمثل بالولايات المتحدة، قائلا: إن وراء جميع مشاكلنا والاعتداءات ضد شعبنا هي الولايات المتحدة كما أكد عليه الإمام الخميني، فعليه إن أمريكا هي اليد الخفية وراء قتل الشيخ نمر كما هي التي قامت بالاعتداء ضد السفارة السعودية! وأضاف الجنرال نقدي إن أمريكا تريد زرع الفتنة في المنطقة وتوتيرها وتوريط إيران في الاشتباك مع السعودية.
ويرى قائد قوات التعبئة الشعبية بأن أمريكا كانت تهدف من اغتيال الشيخ نمر باقر النمر، تعبيد الطريق لنسفها للتدخل في المنطقة وتضليل إيران بتخفيف مستوى نضالها من المواجهة مع الولايات المتحدة إلى الاشتباك مع المملكة السعودية.
وفق ما يقول الجنرال نقدي فإن حكومة الرئيس روحاني ينبغي أن ترفع دعوى ضد الولايات المتحدة على هجومها الى السفارة السعودية وحرقها، ولكن يبقى السؤال بأن أمريكا تمكنت من الهجوم إلى السفارة السعودية في طهران أمام أعين الشرطة الإيرانية بينما قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع إيران منذ 36 عاماً فكيف والآن ليست لديها موظف هناك فكيف اذا تفتح سفارتها في طهران من جديد؟!