اذا كانت حوارات الاثنين تمكّنت من تبريد النفوس نتيجة "التأزم الاقليمي" بين السعودية وايران وما خلّفه من "مواقف تصعيدية" في لبنان على جبهتي "حزب الله" و"تيار المستقبل"، فانها في الوقت نفسه مهدت الاجواء لجلسة حكومية مكتملة النصاب غدا، حيث استحوذ الشأن على حيز واسع من النقاش ان في الحوار الوطني الشامل او في "الثنائي" المسائي في جولته الثانية والعشرين في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري كما قال عضو وفد المستقبل الحواري النائب سمير الجسر، لافتا الى "اننا اتّفقنا على تسهيل عمل الحكومة وتذليل العقبات، بحيث لا تكون جلسة الخميس الوحيدة انما الاستمرار في مسار عقد جلسات اخرى".
وفي معلومات لـ"صدى البلد" ان لقاء جمع الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية في باريس مساء امس، وفيما لم يرشح اي موقف او معلومات عما دار في اللقاء، اكدت مصادر متابعة ان فرنجية حمل الى الحريري ما يمكن ان يدرج في شروط حزب الله للسلة المتكاملة والتي تتضمن مجموعة من الشروط السياسية التي يمكن على اساسها الدخول في مرحلة انتخاب رئيس الجمهورية.
من جهة ثانية، اكدت مصادر في حزب الله ان "الاجواء في الحوار كانت مريحة، عرضت التطورات والتوتر الكبير في العلاقات بين السعودية وايران، وكان اتفاق على ان الحوار ضروري لتخفيف الاحتقان الاقليمي، وتأكيد على انه ماض في وظيفته والمهمة التي انشئ لاجلها، الا انها نفت ان يكون ملف الترشيحات الرئاسية حضر في سجلات البحث".
في غضون ذلك، وفي وقت كثرت التساؤلات حول الاسلوب الذي سيقارب به "حزب الله" تأييد "القوات" المنتظر لترشيح العماد عون، قالت مصادر في "الحزب" بأن العماد "عون هو في الاساس، مرشحنا، واذا قرر الفريق الآخر دعمه يكون قد أتى الينا"، لكنها حرصت، في معرض اجابتها على سؤال عما اذا كان نواب "الوفاء للمقاومة" سينزلون الى البرلمان لتأمين النصاب لانتخاب عون، على التأكيد بأن النصاب، وكل الترتيبات المتعلقة بالجلسة، تحتاج الى تشاور مسبق مع الحلفاء في 8 آذار وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري، للذهاب بموقف موحد الى الجلسة، لافتة الى ان الهدف الاساس هو توحيد الموقف داخل فريق 8 آذار وتفادي اي خلاف بين مكوناتها لا سيما فرنجية وعون.
في المقلب الآخر، وفي وقت تضاربت المعلومات في شأن موعد زيارة العماد عون لمعراب ، تحدثت مصادر مطلعة عن احتمال كبير لان تكون التطورات الاقليمية التي نجمت عن الازمة الايرانية – العربية، جمّدت راهنا الزيارة الى حين وضوح الرؤية الاقليمية ومعرفة اتجاهات الرياح.