أن تنشأ صفحة على موقع "فيسبوك" لتقدم نصائح أو توجيهات، أو تروي تجارب لتعميم الإفادة.. فهذا سهل جداً، بل ومرغوب فيه. لكن أن تقدم إرشادات توعوية اجتماعية بطريقة خفيفة وتحمل دلالات مهمة، وأكثر من ذلك أن تستقطب أكثر من 20 ألف متابع خلال 27 ساعة فقط؛ فهذا أمر لافت ويستحق الإشادة والتأمل، كونه حصل بطريقة لفتت أنظار الناشطين عبر "فيسبوك" ليصبح اسم "جعفر" (الوهمي) "تراند" متعارف عليه لنشر قيم شاب خلوق ومهذب ويحترم القوانين، يسهر ويعيش حياته بشكل طبيعي في المجتمع اللبناني على طريقته.
"كون متل جعفر"، صفحة "فيسبوكية" أنشأها شاب من النبطية يدعى "علي حمود"، يعمل في مجال "IT" في مدرسة "Charlemagne"، لاقت إعجاباً لافتاً لعمق رسالتها وخفة ظلها في آن معا. ويؤكد حمود في حديث لـ"لبنان 24" أن انشاء هذه الصفحة كان صدفة خلال العمل على مشروع صغير أوصل في النهاية إلى "ولادة جعفر"، وتحول الى صفحة لتقديم محتوى خفيف بعدما كثر تناول هاشتاغ " #like_be" (كن مثل) على مواقع التواصل الاجنبية، فاشتق علي فكرة "كون متل" واسم لبناني مستخدم بكثرة "وهوي بالنهاية شاب متلي ومتلك".
وعن سرعة انتشار الصفحة في وقت قصير، عبّر حمود عن استغرابه من هذه الظاهرة، معتبراً أن "اللبناني يفضل أن تقدم له النصيحة بطريقة خفيفة، هزلية، وان لا تستخدم معه أسلوب أستاذ المدرسة". 16 منشوراً على "فيسبوك" (حتى اعداد هذا التقرير) كانت كافية لتوصيل فكرة الصفحة الى 20 ألف ناشط، يكشف حمود، ويتابع: "مصِرٌ على أن ابتعد عن المحرمات وكل ما له علاقة بالدين والسياسة لان هذا ما يبعد اللبنانيين ولا يوحدهم وهذا ما لا يريده جعفر".
ما عرفناه هو أن "جعفر" ذكي، متعلم، رياضي، ناشط، "مصاحب" واشترى مؤخراً "BMW" ولكنه "لا يضع صوتاً مزعجاً لسيارته، ولا يتصور في كل مكان يقصده وينشر معلومات عن حياته الخاصة، ولا يتفلسف على متتبعيه" لانه ذكي "#كون_متل_جعفر". ورداً على سؤال يؤكد مؤسس الصفحة أن بعض الأفكار التي يكتبها تخطر بباله منذ فترة ومن خلال رؤيته للشباب وطريقة تصرفهم في مجتمعاتهم، ولكن الكثير من الخواطر وصلت اليه من متتبعيه"، مرحباً بكل فكرة ممكن أن ترده بعيداً عن الخطوط الحمراء التي وضعها والتي يمكن ان يؤدي الى التفرقة. ما فهمناه أن جعفر شاب مثالي، حتى الساعة، فـ"كون متل جعفر".
لبنان 24