ولدت «داعش» من رحم الصراع الطائفي في العراق وعلى يد رجل عراقي في بيئة عراقية استقطبت المتطرفين من كل أنحاء المعمورة دون استثناء، ومع ذلك يريد المتطرفون الشيعة نسبتها إلى السعودية والوهابية رغم أن «داعش» تعتبر السعودية دولة كافرة وتعدها عدوها الأول وتتوعدها بأنها الهدف القادم للتمدد بعد العراق وسوريا!
وجود سعوديين ضمن صفوف «داعش» ليس أمرا استثنائيا، فداعش تستقطب مؤيدين من جميع دول العالم بما فيها إسرائيل، وهؤلاء السعوديون المنضمون لداعش لم يقطعوا صلاتهم بوطنهم الأم وحسب، بل اعتبروه العدو الأول لهم، وبالتالي ربط تنظيم «داعش»، سياسيا أو فكريا بالسعودية، دعاية رخيصة تخدم الأهداف الإيرانية والعراقية لتنفيذ المشروع الطائفي في المنطقة!
في الحقيقة ما تقوم به ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة سياسيا وعسكريا في العراق من جرائم تفوق في بشاعتها وقبحها جرائم «داعش»، ذلك أن جرائم «داعش» تجد الإدانة والمحاربة من كل دول العالم وعلى رأسها السعودية، بينما جرائم الحشد تحظى بموافقة ودعم الحكومة العراقية وتجري تحت سمع وبصر الحليف الأمريكي الذي لا يجد غضاضة في جرائم التعذيب والتنكيل التي وصلت إلى حد بث مقاطع لقطع آذان أسرى عراقيين سنة وإعدام أسرى مكبلين وحرق أجساد أحياء وموتى!
في العراق لا أحد يسأل ما ذنب ضحايا الحشد الشعبي أو ما إذا كانوا خضعوا لمحاكمات عادلة ناهيك عن معاملتهم بهذه الوحشية، ولا أحد يهتم لردة الفعل على هذه الجرائم الطائفية التي تدفع بعض شباب السنة العراقيين دفعا للانضمام لداعش!
باختصار.. لم يعد العراق مستنقعا للصراع الطائفي، بل مقبرة للضمائر الميتة!
عكاظ