ذكرت معلومات موثوقة ان الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية سيرشح خلال 48 ساعة المقبلة او كحد اقصى خلال 3 ايام العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وسيعلن ذلك في بيان رسمي صادر عن قيادة القوات اللبنانية بأنها اعتمدت العماد ميشال عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية، بعد التطورات التي حصلت في البلاد، وانها تدعمه بعدد نوابها وتدعمه شعبياً.
وتشكل الكتلة التي ستتألف من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من اكثرية النواب الموارنة، لا بل تسيطر على 90 في المئة من النواب الموارنة في مجلس النواب، ولن يكون باستطاعة احد كسر 90 في المئة من اكثرية النواب الموارنة وفرض مرشح آخر غير العماد ميشال عون، الا ان ذلك لا يعني ان العماد عون سيأتي رئيسا للجمهورية، لكن بانضمام القوات الى حملة ترشيح العماد ميشال عون اصبحت الساحة المسيحية مغلقة وتتألف من مكونين هما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، اللذان يحظيان بالاكثرية المارونية المطلقة في مجلس النواب.
وكما حصل مع الرئيس نبيه بري بامتلاكه اكثرية شيعية مطلقة فجاءت به رئيسا لمجلس النواب، وكما جاءت الاكثرية المطلقة من الطائفة السنية المؤيدة للرئيس سعد الحريري جاءت به رئيسا لمجلس الوزراء فان العماد ميشال عون اصبحت حظوظه عالية مع ترشيح الدكتور سمير جعجع له. وهنالك انباء بأن الرئيس امين الجميل لن يؤيد العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية، لان اخبارا ذكرت ان الرئيس سعد الحريري يحضّر لزيارة يقوم بها النائب سامي الجميل الى السعودية، مما قد يجعل الكتائب تؤيد الوزير سليمان فرنجية. لكن سيكون من الصعب على الكتائب الخروج من محور القوات اللبنانية وتيار عون لانه في الانتخابات النيابية المقبلة اذا تحالف العماد ميشال عون والقوات اللبنانية في لوائح نيابية مشتركة من الكورة الى جزين، فان الكتائب اللبنانية لن تحصل على اي نائب في تلك المناطق، وبالتالي، سيعرّض ذلك حزب الكتائب لفقدان نوابه، لان قوة التيار الوطني الحر وقوة القوات اللبنانية شعبياً هي الاقوى وهي التي تأتي بالنواب، ويشكلون 70 في المئة من الرأي العام المسيحي، ولذلك فان اي معركة تخوضها الكتائب مثلا في كسروان ستكون خاسرة وينتصر فيها العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. وفي المتن ايضاً سيحصل الامر ذاته وفي المتن الجنوبي ايضا، وفي بقية المناطق المسيحية سيكون الوضع ذاته خاصة في جزين وفي زحلة. لذلك من المستبعد ان تخرج الكتائب اللبنانية عن التحالف الماروني المسيحي الكبير الذي سيشكله تحالف عون - جعجع في معركة رئاسة الجمهورية، لا بل فان الكتائب ستنضم الى هذا التحالف الا اذا قررت الانتحار نيابياً.
وعلى صعيد التحالفات السياسية، فان الامر بالغ الدقة، ذلك ان حزب الله يؤيد العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، واذا رشحه الدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، فانه لاول مرة سيجتمع حزب الله مع القوات اللبنانية على موقف واحد، ويكونان في جبهة واحدة مع مرشح رئاسي هو العماد ميشال عون. ولذلك يقوم العماد ميشال عون باتصالات سرية لايجاد قاسم مشترك بين القوات اللبنانية وحزب الله عبر شخصه وترشيحه لرئاسة الجمهورية، او على الاقل تخفيف الحملات السياسية بين حزب الله والقوات اللبنانية كي تكون الجبهة التي تؤيد العماد ميشال عون متناسقة في الحد الادنى وسيعمل العماد ميشال عون مع الدكتور سمير جعجع على اقناعه بأن لا يهاجم حزب الله في هذه الفترة، كذلك سيعمل العماد ميشال عون مع حزب الله على الا يهاجم حزب الله القوات اللبنانية وان يكون هنالك اتفاق مبدئي على عدم مهاجمة اي طرف للطرف الاخر وهي مهمة صعبة لان حزب القوات اللبنانية يفترق كثيرا عن حزب الله وحزب الله يفترق كثيرا عن حزب القوات اللبنانية لكن العماد عون متفائل بقدرته على اقناع السيد حسن نصرالله والدكتور سمير جعجع لتخفيف خلافاتهما وجعل العلاقة مقبولة بينهما في اطار الجبهة التي سيقودها العماد ميشال عون اذا وصل الى رئاسة الجمهورية او كان مرشح الطرفين، القوات اللبنانية وحزب الله، وهو حتى الان يحوز على دعم حزب الله والمعلومات تقول ان القوات اللبنانية ستؤيده ومعنى ذلك ان حزب الله والقوات اللبنانية اتفقا على شخص واحد لرئاسة الجمهورية وهو امر يحصل للمرة الاولى، باستثناء ما حصل في الدوحة من تأييد للعماد ميشال سليمان وكان تقريبا تحت القهر وضغط الاحداث الامنية وكأمر واقع مفروض على الجميع.


ليس سهلاً ان يقوم الدكتور سمير جعجع بترشيح العماد ميشال عون بعد تاريخ طويل من العداوة بينهما ومن حروب حصلت بينهما، لكن تحالف الدكتور سمير جعجع مع العماد ميشال عون على ترشيحه لرئاسة الجمهورية يذكر بقيام الجبهة اللبنانية التي شكلت غطاء للمسيحيين، وستشكل الخطوة التي يأخذها الدكتور سمير جعجع خطوة كبيرة في اتجاه قيام جبهة مسيحية كبيرة تشبه الجبهة اللبنانية في زمن الرئيس الراحل كميل شمعون، والشيخ الراحل بيار الجميل، وعضوية المرحوم ادوار حنين وعضوية المرحوم شارل مالك وغيرهم من كبار الشخصيات.
واذا كان الشيعة متفقين فيما بينهم بين حزب الله وحركة امل ويشكلون الاكثرية الشيعية واذا كان الوزير وليد جنبلاط يشكل الاكثرية الدرزية الكبيرة واذا كان الرئيس سعد الحريري يشكل الاكثرية السنية، فان تفاهم العماد ميشال عون مع الدكتور سمير جعجع سيشكل الاكثرية المسيحية، لاول مرة منذ فترة طويلة اي منذ اكثر من 36 سنة، وبالتالي، سيصبح لبنان منقسما الى 4 وحدات قوية موحدة على بعضها البعض ويصبح الوضع المسيحي يشبه الوضع الشيعي والوضع السني والوضع الدرزي، وتكون هنالك 4 قوى هي قوة جنبلاط الدرزية وقوة حزب الله وامل الشيعية، وقوة الرئيس سعد الحريري السنّية وقوة عون - جعجع عند الموارنة والمسيحيين.
وعلى هذا الاساس، سيحصل الفرز الجديد البديل عن 8 و 14 اذار. وتختفي 8 و 14 اذار تلقائياً والذي يفصل في الامور ويحدد المستقبل السياسي لكل طرف هو انتخابات رئاسة الجمهورية، والانتخابات النيابية اللاحقة في كيفية تشكيل اللوائح النيابية والتحالفات التي ستقام على اساسها.