في الوقت الذي واصلت فيه طهران محاولاتها خداع المجتمع الدولي لتشتت الأزمة الدبلوماسية الدولية، التي تعيشها بادعائها تعرض سفارتها في صنعاء لقصف جوي من قوات التحالف وإصابة أحد الحراس هناك، بثت وكالة الأنباء الفرنسية صورة للسفارة الإيرانية بدت فيها بكامل حلتها من دون أن تصيبها أي أضرار، على رغم أن مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان لوح في تصريحات لوكالة فارس بقيام حكومة بلاده بتقديم تقرير لمنظمة الأمم المتحدة «خلال ساعات» على حد تعبيره.
وكانت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن كذَّبت ما ذكره المتحدث باسم الخارجية الإيرانية من اتهام لطائرات التحالف باستهداف سفارة إيران في العاصمة اليمنية، وأوضحت في بيان لها أول من أمس (الخميس) أنها «اطلعت على ما ذكره المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، وتود التأكيد أن قوات التحالف، بعد المراجعة والتحقق، أثبتت كذب هذه المزاعم، ولم تُنفَّذ أية عمليات في محيط السفارة أو قربها، كما تأكد لقيادة التحالف سلامة مبنى السفارة وعدم تعرضه لأضرار». وأثار الحديث عن إصابة أحد أفراد «السفارة الإيرانية» تساؤلاً في ظل قطع العلاقات بين البلدين، بعد القرار الذي اتخذته الجمهورية اليمنية في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي في هذا الشأن.
وأكد مصدر في صنعاء لـ«الحياة» أن السفارة الإيرانية لم تصب بأي ضرر، مؤكداً أنه مر أمامها مساء أمس وهي قائمة ولم تصب حتى بطلق ناري - بحسب قوله - لافتاً إلى أن الحوثيين أقاموا عليها حراسة مشددة، ناشرين حولها طواقم عسكرية من كل الاتجاهات.
كما نفت وزارة الخارجية اليمنية أمس، تعرض مبنى السفارة الإيرانية في صنعاء للاستهداف أو القصف، وحمّلت الوزارة ميليشيات «الحوثي» والرئيس السابق علي صالح مسؤولية حماية جميع مباني البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، باعتبار تلك الميليشيات غاصبة للعاصمة صنعاء بقوة السلاح.
وحذّرت «الميليشيات الانقلابية من مغبة استخدام مقار البعثات الدبلوماسية العاملة أو التي تم إخلاؤها في أي عمل عسكري، لأن ذلك يعد مخالفة وانتهاكاً للأعراف والمواثيق الدولية، ويعرض المواطنين وممتلكاتهم للخطر».
من جانبه، قال الناشط السياسي مجدالدين الخامري لـ«الحياة»: «إن افتراء إيران على التحالف العربي باستهداف سفارتها في صنعاء جاء للتغطية على حادثة اقتحام السفارة السعودية والبعثة الدبلوماسية لديها، وخصوصاً أن إيران تتخبط وتبحث عن أي عذر أو سبب لإدانة السعودية في الوقت الراهن».
وأضاف الخامري: «وجود المسلحين الحوثيين الذين ينتشرون بالقرب من مبنى السفارة، يعطي مؤشراً على أن هناك خطة سيتم تنفيذها في مبنى السفارة، وإلصاق التهمة بالتحالف العربي، كي تقول إيران للمجتمع الدولي إن السعودية ردت على حادثة استهداف سفارتها».