بلبلة شهدها مطار رفيق الحريري ليل السبت الفائت، بعد الاشكال الذي وقع بين مدير عام شؤون الرئاسة في مجلس النواب علي حمد وموظف "الميدل ايست" سليم عاكوم، على خلفية تأخر الأخير عن فتح باب الممر للطائرة. الحادثة لم تمر بسلام على سليم الذي أبلغ في الأمس قرار توقيفه عن العمل.
الحظ السيئ جمع بين التقاعس عن فتح الباب ووجود حمد على متن الطائرة، فحصل تلاسن أنكر حمد وعاكوم وصوله الى تضارب بالأيدي، فيما قال مدير عام الطيران المدني محمد شهاب الدين لـ"النهار" انه " بعد تأخر الموظف عن فتح الباب وجّه حمد له عتاباً، حصل اشكال وتضارب بالأيدي، تقدمت على اثره بكتاب الى الضابطة العدلية وهي الجهة القضائية الموجودة في المطار للقيام بالتحقيق لمعرفة ما حصل وعلى من يقع الخطأ وسيبت القاضي بالقضي".
كان من المقرر، بحسب عاكوم، ان تصل الطائرة الآتية من مصر " عند الساعة التاسعة والنصف مساء، لكنها تأخرت ساعة، وعندما هبطت فتحت الباب الذي يوصل الركاب الى الممر وذهبت لمساعدة زملائي في الترانزيت، عندما انتهيت قمت بجولة على الطائرات، فتفاجأت باخباري أن الباب مغلق، اسرعت وفتحته، وهناك حصل الاشكال وانا لا اعرف من هو حمد، أطلعت جهاز الأمن لحين تدخل مسؤولي".
"لهذا السبب طردت"
ما حصل اشكال وسوء تفاهم، وبحسب عاكوم (25 عاماً) وهو موظف منذ 7 أشهر غير مثبت ولم يوقع عقداً مع الشركة بل عامل موسمي " لم اضُرب كفاً على وجهي، الأمر اقتصر على تلاسن. حمد نطق بكلام حين كان في حالة عصبية وأجبته بكل هدوء، لم يضربني كما قيل وليس هو من نزع بطاقة الميدل ايست عن صدري بل راكب آخر". وقال: " طردت من عملي بسبب الخبر الذي تم تداوله عن الحادثة ويضم معلومات مغلوطة فاعتبرت مسؤولا عن الحادثة، حققت اللجنة التابعة لها معي، وتوصلت الى ان الاشكال شخصي بيني وبين حمد، وحاولت التواصل مع الأخير، الذي يريد مني نشر بيان توضيحي جهزته لأنكر من خلاله أني وراء تسريب الخبر". واضاف: " لو أردت ذلك لكتبت عن الاشكال على صفحتي على فايسبوك".
وبالفعل صدر بيان عن الموظف يعتذر فيه الى كل من اساء اليه بسبب التأخر بفتح باب الطائرة.
ما حدا يفتح تمو ولاه"!
"الاشكال ليس معي بل مع مئتي راكباً ولست أن المقصود منه"، بهذه الكلمات رد حمد على ما حصل، وقال في اتصال مع "النهار": " بات رائجاً وضع المسؤولية على موظف الدولة عند وقوع اي اشكال، واظهار أن الموظف العادي هو المقهور والاعلى هو القاهر". وتساءل: " هل للموظف الحق في أن يتأخر في فتح الباب ليبقى الركاب في ممر لا تتجاوز مساحته المئة متر لنحو 20 دقيقة؟" . واضاف: "كل الركاب وجهوا له اللوم، وانا آخر من تحدثت اليه وهو بدلاً من ان يعتذر على فعلته كان جوابه" ما حدا يفتح تمو ولاه"! لا بل بعد خروجنا وتوجهنا لأخذ الحقائب قام باتباعنا وانهال علينا بالشتائم". وعن اتصال حمد الذي كان عائداً برفقة زوجته وأحفاده برئيس مجلس إدارة شركة "طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت أجاب: " غير صحيح، من المعروف ان شركة الميدل ايست لا ترضى الاساءة لا للركاب ولا للموظف، عناصر جهاز الامن استاؤوا مما حصل وطلبوا منا تقديم شكوى فرفضنا ذلك، المسألة حلت بلحظتها، أما نشر الخبر فتكمن خلفه مآرب شخصية ويكفي اعطاؤه عنوان فضحية بدلاً من اشكال".
من جانبه، ختم شهاب الدين انه "من حق المسافر الخروج من الطائرة بعد دقيقة أو اثنتين من هبوطها وعند عدم حصول ذلك يعني أننا لم نؤمن له الخدمة المطلوبة، القانون يتيح للضابطة العدلية اجراء محضر ضبط بحق أي شركة مخالفة يصل الى ثلاثة ملايين ليرة، واذا لم يكن للشركة علاقة بالمخالفة يتحمل الموظف دفعه، نحن صارمون واي خطأ لا بد من أن يدفع مرتكبه ثمنه. ولا تقبل أي وساطة عند وقوع المخالفات" .