لم تستمر تداعيات الاشتباك الاقليمي بين ايران والسعودية طويلاً على الارض اللبنانية رغم عاصفة السجالات التي اثارتها بين المستقبل وحزب الله، حيث نجح الرئيسان نبيه بري وتمام سلام في وضع الجميع امام مسؤولياتهم الحكومية والحوارية لتجنب المزيد من التشققات المؤسساتية والمعيشية والانسانية بفعل استمرار الشغور الرئاسي وسلوك درب التعطيل وتقطيع الوقت.

واذا كانت دعوة رئيس الحكومة تمام سلام مجلس الوزراء الى الانعقاد الخميس المقبل لدراسة جدول أعمال من 140 بنداً، كرّست عزم اركان الحكم على مواجهة سياسة التعطيل باعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية ، فان رقعة التساؤلات حول مدى تجاوب القوى السياسية المعترضة على العمل الحكومي، لا سيما التيار الوطني الحر المتصلّب بجملة مطالب يعتبرها مشروعة وضرورية لاعادة المياه الحكومية الى مجراها الطبيعي، توسعت في الساعات الاخيرة لمعرفة ما اذا كانت الجهود والاتصالات التي تولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع حزب الله والتيار، نجحت في تذليل العقبات ام ان مجرد خلو جدول الاعمال من البنود الخلافية كفيل بتمرير الجلسة وسحب صواعق تفجيرها.

ووسط هذه الاجواء، تبدو القوى السياسية منهمكة في مراقبة ما يدور في مقلب الثنائي الماروني، القوات- التيار الوطني الحر، الذي يستعد على ما يبدو لخطوات قريبة مهمة ستعزز الثنائية، بما تعني وتؤثر، من خلال وثيقة سياسية انجزت في صيغتها النهائية بعد سلسلة اجتماعات ماراتونية بين معراب والرابية . واكدت مصادر في التيار ان أبرز بنودها التي ستعلن خلال ايام في لقاء عون –جعجع في معراب، يتمحور حول رئاسة الجمهورية ومواصفات الرئيس ووضع المسيحيين في الدولة والحقوق المسيحية عموما، بحيث تطوى بعدها صفحة مصادرة القرار المسيحي من جانب القوى السياسية الاخرى في البلاد. واكدت ان ملفات البحث تخطت "اعلان النيات" وغاصت في الملف الرئاسي في عمق اعماقه منبثقة من اكثر من ورقة ووثيقة التزم بها الجانبان، من بينها ورقة التفاهم بين التيار وحزب الله ووثائق تتضمن ثوابت لقوى 14 آذار. واذ جددت الاشارة الى ان موعد اللقاء يبقى رهن الاجراءات الامنية، شددت على ان خيار ترشيح جعجع للعماد عون بات متقدما.

وفي اطار جولته على المسؤولين السياسيين لانجاز التحضيرات لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها في ايار المقبل، زار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، بعدما زار امس الاول الرئيس بري. واكد اثر اللقاء ان "الرئيس سعد الحريري مُستمر في ترشيحه رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه، لكن عنوان هذا الترشيح هو التفاهم مع الآخرين لا المواجهة معهم".

من جهة ثانية، إستشهد مؤهل اول في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بعد ظهر امس بإطلاق النار عليه من قبل مسلحين في بلدة عرسال.