ما إن حدّد الرئيس تمام سلام، من ضمن صلاحياته الدستورية، دعوة مجلس الوزراء للاجتماع عند العاشرة من قبل ظهر الخميس في 14 كانون الثاني الحالي، وبجدول أعمال من 140 بنداً، موزعة على 38 صفحة فولسكاب، حتى عادت نغمة الشروط والشروط المضادة، لا سيما بالنسبة لتحالف «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».
ومع ان الجدول ينطوي على مشاريع إنمائية وحيوية أبرزها إعطاء منح التعليم للعمال والمستخدمين عن العام الدراسي 2015-2016، فإن الحزب والتيار الوطني ما يزالان يدرسان المشاركة أو عدمها على قاعدة تعميم معزوفة ان النائب ميشال عون هو الممر الإلزامي للمشاركة في جلسة الخميس.
ووفقاً لما أكدت مصادر علمية في تكتل «الاصلاح والتغيير» فإن التكتل لم يتخذ قراره بعد بالمشاركة، وإن كان مجموع الوزراء الذين يمكن ان يتغيبوا عن الجلسة لا يتجاوز الخمسة وهم: وزيرا التيار: جبران باسيل والياس بو صعب، والوزير الأرمني ارتيور نظريان، إضافة إلى وزيري «حزب الله»: محمد فنيش وحسين الحاج حسن.
وأعادت مصادر التكتل ضخ الشروط التي نشرتها «اللواء» أمس، لجهة التعيينات العسكرية والأمنية وتوضيح آلية اتخاذ القرارات، والا يتحوّل وزيرا التكتل إلى شهود زور.
وتخوفت مصادر وزارية من ان تكون بعض عقود التراضي لمؤسسات عسكرية وأمنية الواردة ضمن جدول الأعمال موضع أخذ ورد إذا حضر وزراء تحالف عون - حزب الله، وحتى من وزراء حزب الكتائب الثلاثة، لافتة النظر إلى ان هناك 104 مراسيم سيُصار إلى التوقيع عليها من قبل الوزراء في جلسة الخميس.
على ان مصادر وزارية أخرى أملت ان تكون الجلسة فاتحة لجلسات تالية تكون بداية لإعادة تفعيل العمل الحكومي، خصوصاً وأن جدول الأعمال الموزع خلا من بنود خلافية.
علام يراهن التيار الحر؟
وبصرف النظر عن الجهات التي تقف وراء تسريب شائعة وفاة النائب عون، ومسارعة محطة O.T.V الناطقة بلسان «التيار الحر» إلى الإعلان بأن الموقع مزوّر، ونفي محطة L.B.C.I ان تكون هي من سرب الخير، فإن زوّار الرابية لا يخفون انتظارهم لما وصف «بالمفاجأة السارة» تأتي من معراب، فيما نفى عضو في تكتل «الاصلاح والتغيير» لـ«اللواء» ان تكون لديه معلومات عن الوضع الصحي للنائب عون، كاشفاً ان سبب عدم اجتماع التكتل الثلاثاء الماضي يعود إلى ان عدداً من أعضائه كان ما يزال خارج لبنان لتمضية الأعياد.
وقالت مصادر في التكتل لـ«اللواء»: همنا اليوم في مكان آخر، كاشفة ان هناك اسباباً جدية تدفع للاعتقاد بأن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع سيبادر قريباً إلى إعلان ترشيح عون للرئاسة الأولى، وهو أمر سيقلب الموازين، مؤكدة بأن جعجع سيعلن ذلك بشكل داهم.
والسؤال: هل المفاجأة التي تحدثت عنها محطة O.T.V هي هذا المتوقع في الرابية من ان يرشح جعجع النائب عون؟ غامزة من قناة جلسة مجلس الوزراء لتطبيع الوضع «وتبليع اللبنانيين ما لا يبلع».
لكن مفاجأة ثانية جاءت مما أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة من ان الرئيس سعد الحريري مستمر في ترشيحه رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية، لكن عنوان هذا الترشيح هو التفاهم مع الآخرين لا المواجهة معهم «من دون ان يُحدّد من هم هؤلاء الآخرين».
وطمأن المشنوق، في سياق آخر، إلى ان لا خوف على الوضع الأمني، لكن عندما يحصل صراع إقليمي ويكبر على البلد، بطبيعة الحال، فإن الغطاء الإقليمي للاستقرار يتراجع»، مشيراً إلى ان هناك مؤشرات ليست اكيدة لوجود تهدئة إقليمية آتية، قائلاً: «والى ان يتحقق ذلك يبقى الوضع في لبنان تحت إشارة تراجع الغطاء الاقليمي».
أما بالنسبة لجولتي الحوار بعد غد الإثنين، فكشف مصدر نيابي لـ«اللواء» أن تفعيل الحكومة سيكون على جدول أعمال الجلسة 13 للحوار الوطني في عين التينة في ظل معلومات عن أن النائب عون لن يُشارك في هذه الجلسة، وأن تأخير موعد جلسة انتخاب الرئيس إلى 8 شباط المقبل من شأنه أن يُرخي بذيوله على المتحاورين.
وبالنسبة لجولة الحوار الثنائي رقم 23 بين «المستقبل» و«حزب الله» فقد لفت مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» إلى أن الأمور تميل إلى مشاركة «المستقبل» في هذه الجولة، إلا أن القرار في هذا الشأن لم يُتخذ بعد.
وأوضح أن القرار حين صدوره سيعمّم على نواب الكتلة، مرجحاً صدوره عشية الجلسة المحددة الإثنين أيضاً، بالتزامن مع موعد الحوار الوطني.
مضايا: نقطة تجاذب جديدة
وفي ظل إمعان اللبنانيين في الغرق أكثر فأكثر في الأزمة السورية، تحوّلت قضية «مضايا» البلدة السورية التي أثار الحصار عليها أزمة إنسانية بسبب ما كشف عن منع الغذاء والدواء والماء ووفاة أطفال وشبان ونساء وشيوخ من أبناء البلدة، أوردت منظمة الصحة العالمية أن عددهم بلغ 23 شخصاً منذ كانون الأول الماضي، بسبب عدم وصول المساعدات الغذائية إليهم.
وفيما رأت محطة تلفزيون «المستقبل» في مقدمة نشرتها الإخبارية ليل أمس أن التاريخ سيسجّل «أن عيون أطفال مضايا قاومت مخرز حزب الله»، وأن «أهلها نفّذوا تعاليم الإمام الحسين ورفضوا الخضوع وقرّروا أن يتحوّلوا إلى دروس في العنفوان»، أوضحت قناة «المنار» أن ما يُعرض على الشاشات بطريقة غير إنسانية هو زائف.
واتخذت حملات التضامن مع البلدة السورية طابعاً شعبياً وإنسانياً، عدا عن الجانب السياسي الذي لم يخلُ من تجاذب وانتقاد «لحزب الله» وللنظام السوري.
وسجّلت، أمس، على هذا الصعيد مجموعة إعتصامات ووقفات تضامنية في كل من البقاع وصيدا وبيروت، حيث نفّذت هيئة العلماء المسلمين ومنظمات حقوقية إعتصاماً عند بوابة دمشق الحدودية في المصنع وقطعت الطريق الدولية قرابة الساعتين كتحذير أولي لفك الحصار عن مضايا، فيما دان مجلس علماء دار الفتوى في البقاع «إمعان النظام السوري وحليفه حزب الله وروسيا وإيران في قتل وسفك دماء الشعب السوري وتجويعه حتى الموت».
وفي بيروت نظّمت منظمة الشباب التقدمي إعتصاماً تضامنياً مع مضايا والقرى السورية المحاصرة مقابل مبنى «الإسكوا»، كما نظّمت الجماعة الإسلامية وقفة تضامنية مماثلة أمام مقر الصليب الأحمر اللبناني في سبيرس، فيما تعقد منظمة طلاب 14 آذار مؤتمراً صحفياً ظهر اليوم في مقر الأمانة العامة لقوى 14 آذار التي اعتبرت أن ما تشهده مضايا من حصار تجويعي يتطلّب من المجتمع الدولي مبادرة فورية لإدخال المواد الإغاثية المطلوبة.