بعد أن أعلن الجيش العراقي، أمس فشله في اغتيال "أبو محمد العدناني" بعد استهدافه بغارة جوية في محافظة الأنبار، أعلنت تقارير مؤكدة عن إصابته وفقاً لبيان للجيش العراقي، فمن هو "أبو محمد العدناني الذي حاول الجيش العراقي اغتياله؟
هو "منجنيق الدولة الإسلامية" كما يطلق عليه أعضاء التنظيم، و"الإرهابي العالمي" كما تصفه الولايات المتحدة الأميركية، اشتهر بتهديداته وتصريحاته التي طالت العديد من دول العالم، والتي من أبرزها: "إننا نريد باريس قبل روما، ونريد كابول، كراتشي، والرياض، وعمّان، وأبوظبي وغيرها"، إنه أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي باسم تنظيم "داعش".
من هو؟
طه صبحي فلاحة، هو الاسم الحقيقي لـ"أبو محمد العدناني" الذي وُلد في سوريا عام 1977، في بلدة بنش قرب مدينة سراقب في محافظة إدلب، وسكن في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار غربي العراق.
ووفقاً لـ"تركي بن مبارك البنعلي"، أحد عناصر "داعش"، الذي قال إن العدناني "نشأ في صغره على حب المساجد"، وأن أهله "إن أرادوا شراء الهدايا له لا يأتونه إلا بالقصص والكتيبات لعلمهم بشغفه البالغ بها وتفضيله لها على لعب الأطفال!"، مضيفاً أنه "كان يقرأ كل ما يقع في يده، بما فيها من كتب لغة وفلسفة وغيرها. وقد حفظ القرآن "في أقل من عام".
باشر العدناني "العمل الجهادي التنظيمي" عام 2000، وبايع الزعيم السابق للقاعدة بالعراق، أبو مصعب الزرقاوي، في سوريا "وانطلقوا بالإعداد لبدء قتال النظام النصيري آنذاك، قبل دخول الأميركان العراق، فلما حصل الاحتلال الأميركي للعراق، شد رحاله إليها."
استدعي العدناني من جهاز أمن الدولة السوري مراراً وخضع للتحقيق، وسجن ثلاث مرات بسوريا "على خلفيات دعوية وجهادية".
اعتُقِل العدناني في 31 مايو 2005 بمحافظة الأنبار على يد قوات التحالف الدولي في العراق لمدة 6 سنوات، واستخدم حينها اسماً مزوراً وهو "ياسر خلف حسين نزال الراوي" وقد أفرج عنه لاحقاً لعدم معرفتهم أهميته.
عاد العدناني للظهور على الساحة مرة أخرى عندما أعلن مبايعته للبغدادي كأمير لما يعرف بـ"دولة الخلافة الإسلامية".
أبرز تصريحاته
عندما أعلن العدناني مبايعته لأبي بكر البغدادي، ظهر بمقطع فيديو على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، دعا فيه المسلمين إلى الوحدة، معلناً كسر ما وصفه بـ"صنم سايكس بيكو".
وفي تسجيل صوتي له بعنوان (فيقتُلونَ ويُقتَلون) أعلن العدناني أن زعيم "الدولة الإسلامية" أبا بكر البغدادي قبل بيعة أبي بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام، داعياً جميع المسلمين إلى النفير لغرب إفريقيا التي أصبحت تحت ظل "الخلافة".
وختم العدناني المقطع الصوتي بتهديد لدول العالم قائلاً: "لئن كنتم تطمحون في الموصل أو جرابلس أو درنة أو غابة في أدغال نيجيريا أو السيطرة على عشش في صحراء سيناء، فإننا نريد باريس قبل روما، ونريد كابول، كراتشي، والرياض، وعمّان، وأبوظبي وغيرها".
قتاله في سوريا
بدأ العدناني قتاله في سوريا عندما أرسله البغدادي إلى هناك أواخر عام 2011 على رأس مجموعة من عناصر التنظيم لقتال النظام السوري، برفقة "أبو محمد الجولاني"، و"حجي بكر"، و"أبو علي الأنباري"، تحت مسمى "جبهة النصرة لأهل الشام"، غير معلنين في البداية أنهم مجموعة تابعة للبغدادي، وفقاً لمواقع مقربة من التنظيم.
كان وجود العدناني بالقيادة ظاهرياً فقط لأسباب أمنية؛ لأنه لم يكن معروفاً في الأجهزة الأمنية والعالمية والاستخباراتية العالمية، إضافة إلى أن والدته شامية، ما يعزز قبول السوريين له، وكان القائد الفعلي للجبهة هو حجي بكر، وهو عقيد سابق في الجيش العراقي.
نشر تنظيم "داعش" شريطاً مصوراً عام 2014، يمتدح فيه العدناني، بعد هجوم حاد من رموز السلفية، اعتبروه المتحدث باسم منهج الخوارج، وملمحين بأنه ليس ذا شأن ولا تاريخ، بل إنه مجهول الهوية ولا يُعترف باسمه ولا شيوخه.
وعلى إثرها ظهر بالمقطع أحد عناصر التنظيم ويدعى "تركي بن مبارك البنعلي"، وأوضح أن سبب إيراد تفاصيل حول العدناني ما وصفها بـ"كثرة التجاوزات والتعدي على رموز الأمة وأعيانها، وأبطال الملة وفرسانها"، مطلقاً على العدناني لقب "منجنيق الدولة الإسلامية".
(huffpostarabi)