علمت «الراي» ان الحركة الفلسطينية في لبنان بدأت تشهد نشاطاً سياسياً لافتاً مع الأيام الاولى للسنة الجديدة وانتهاء العطلة الرسمية، على وقع اشتداد حال الاستقطاب بين مكوّنات قوى 14 و8 اذار على خلفية الأزمة المستجدة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية.
في هذه الاجواء المفتوحة على التطورات المفاجئة، تكتسب زيارات المسؤولين الفلسطينيين الى لبنان أهمية خاصة كونها ستتناول العلاقات الفلسطينية الداخلية مع القوى اللبنانية الرسمية والسياسية والأمنية، وسط جهود مشتركة لمنْع «خطف» المخيمات الى أجندة غير فلسطينية او أن تكون ممراً او مستقراً لأي استهداف للأمن اللبناني.
وأبلغت مصادر فلسطينية الى «الراي» عن وصول عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين الى لبنان، لمتابعة سلسلة من القضايا والملفات السياسية والتنظيمية والأمنية والمالية، اضافة الى المشاركة في إحياء ذكرى انطلاقة «فتح» ومتابعة الأوضاع الداخلية لهذه «الحركة» وتحصين أمن المخيمات واستقرارها وتعزيز العلاقات مع القوى اللبنانية على المستويات كافة.
وأكدت المصادر وصول كل من عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد والقائد العام للأمن الوطني الفلسطيني اللواء نضال ابو دخان، ومسؤول الإدارة العسكرية اللواء يوسف دخل الله، ومسؤول المالية المركزية اللواء رضوان الحلو، ومستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللواء شحادة حيث سيشاركون في تخريج الدورة العسكرية الرابعة في مخيم الرشيدية (صور) لقوات الأمن الوطني، في اطار القرار المركزي بإعادة تأهيل وتدريب كل الكوادر والعناصر بعد ايام على تخريج دورة ضباط للقيادتين العليا والوسطى في الادارة العسكرية والأمن المؤسساتي والعلاقات العامة والاعلام في مخيم عين الحلوة (صيدا).
كما وصل عضو اللجنة المركزية والمسؤول التنظيمي لحركة «فتح» والاقاليم الخارجية جمال محيسن، قبل ايام وألقى كلمة الحركة في المهرجان السياسي الذي نظمته «فتح» في ذكرى انطلاقتها في قاعة «الرسالات» في بيروت، وغادر الى سورية للمشاركة في الاحتفالات الحركية هناك.
ووفق المعلومات، فان هذه الزيارات تأتي في أعقاب تَبلُّغ القوى الفلسطينية السياسية بضرورة التنبّه والحذر من اي محاولة لتوتير الأوضاع في مخيم عين الحلوة بهدف ضرب الهدوء الأمني والاستقرار الذي يعيشه منذ أشهر ووجوب رفع درجات اليقظة والحذر وعدم الاسترخاء في ظل المرحلة الدقيقة والتطورات المتسارعة في المنطقة.
وقد استند «التنبيه» اللبناني الرسمي والسياسي للقوى الفلسطينية، إلى بعض المعطيات في قراءة الواقع السياسي في المنطقة، وإمكان ان يتم استغلال مناخ الاسترخاء والهدوء للقيام بأعمال أمنية من داخل المخيمات او محاولة إيقاع الفتنة مع الجوار اللبناني على غرار ما جرى في تفجير برج البراجنة الارهابي اخيراً، ذلك ان الضغط الدولي واستهداف «داعش» و«المجموعات الارهابية والتكفيرية» عسكرياً سيؤدي الى إضعافها وشرذمتها وتَشظيها ولجوء بعض «عناصرها» او «مؤيديها» الى المنطقة ومن بينها لبنان وتحديداً المخيمات الفلسطينية وعلى رأسها عين الحلوة، وبالتالي يجب التنبه من دخولهم كي لا «يخطفوا» المخيم الى أجندة غير فلسطينية ويطيحوا بكل الجهود المبذولة.
في المقابل، أبلغت القوى الفلسطينية الجانب اللبناني ان العمل متواصل لتحصين الأمن والاستقرار، والأهمّ انه يجري العمل على عدم السماح لتغلغل «غرباء» او «مطلوبين» الى أرجاء المخيم وقطْع الطريق على بناء اي هيكلية تنظيمية لاي من القوى التكفيرية، واستيعاب مَن يحمل هذا الفكر وهم قلة ولا يجدون بيئة حاضنة، اضافة الى الموقف الفلسطيني الموحد ودور القوة الامنية المشتركة والحراك الشعبي وتحديداً «لجان الأحياء»، وكلها عوامل مساعِدة لضبط الوضع الأمني ومنْع الإخلال به.
ووسط الحراك الفتحاوي والمعطيات، كانت لافتة الزيارة التي قام بها وفد من حركة «حماس» برئاسة ممثل الحركة في لبنان علي بركة لمدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن إدمون فاضل في وزارة الدفاع، حيث جرى استعراض الأوضاع العامة في لبنان والمخيمات الفلسطينية، وتم تأكيد المحافظة على السلم الأهلي في لبنان وعلى أمن المخيمات الفلسطينية وجوارها.
المصدر :الراي الكويتية