لا يكفي أن تتمتّعي بصحّة بدنية جيدة من أجل عيش حياة سعيدة؛ فصحّتك النفسية لا تقلّ أهميّة عن صحتك البدنية ومثلما تقومين باحتساب السعرات الحرارية التي تتناوليها وتواظبين على ممارسة التمارين الرياضية فأنت أيضًا بحاجة الى الاهتمام بصحّتك النفسة.
ولا يعني ذلك أن تذهبي لرؤية معالج أو التحدث مع طبيب نفسي بل يمكنك أن تحافظي على صحتك النفسية ببساطة من خلال اتّباع بعض الخطوات من أجل تحسين حالتك العاطفية مثل تعديل مزاجك، وتعزيز قدرتك على التكيّف، والاستمتاع بالأمور الحياتية. وقد يتطلّب منك هذا الأمر بعض التفاني ولكن يمكن تحقيقه، لذلك يجب أن تساعدي نفسك حتى تصبحي شخصًا أكثر سعادة من خلال تطبيق النصائح التالية: ركّزي على شيء واحد في حينه: في أغلب الأحيان، تُسند إليك عدّة مهام في آنٍ واحد فتجدين أنّ الوقت داهمك ولم تتمكني من انجازها بأكملها، ما يسبّب لك القلق والتوتر جرّاء المهام المتعدّدة المتوجّب انجازها وفي حال عجزت عن ذلك ستشعرين أنّك فقدت السيطرة على زمام الأمور أو على حياتك بالاجمال ما ينعكس سلبًا على ثقتك بنفسك ومزاجك. لذا، يجب أن تحدّدي المهام حسب أولوياتها وتتعاملي معها كلاًّ على حدة من أجل تقديم أفضل أداء والشعور بالرضا لتمكّنك من انجازها في نهاية المطاف. فهذا من شأنه أن يحسّن مزاجك ويعزّز ثقتك بنفسك.
- تحدّثي مع ذاتك بإيجابية: إنّ الشخص الذي يحاول في معظم الأحيان تحطيمك نفسيًا هو أنت بذاتك. إذ نميل أحيانًا الى التحدّث سلبّيًا مع أنفسنا ما يؤثر على مزاجنا ويزيد من قلقنا. عندما تتكلّمين مع نفسك حاولي أن تستعملي كلمات إيجابية وتسلّطي الضوء على النواحي الإيجابية فيك وعلى قدراتك. إن لم تري نفسك بصورة إيجابية فلن يستطيع أحد آخر تغيير نظرتك لنفسك مهما قام إنتقادك. لذلك، حاولي أن تحبّي نفسك كي يحبّك الناس في المقابل. - تعاملي مع الآخرين بلطف: ما من شعور أعظم من مساعدة الناس. إنّ أبسط الأمور يمكن أن تُحدث تغييرًا مثل مساعدة عجوز على عبور الشارع أو حمل البقالة نيابة عنها أو مساعدة زميل في العمل أو السماح بسيارة أخرى بالمرور قبلك، إلخ. ليس عليك التفكير بطرق لمساعدة الشخص الآخر بل قومي بذلك ما أن تسنح لك الفرصة وستتفاجئين من عدد المرّات التي ستصادفك مثل هذه الفرص خلال اليوم. - ابتسمي: ابتسمي في أغلب الأحيان وكلّما استطعت. إنّ عضلات الوجه هي مبرمجة للتأثير على مزاج الشخص. وعندما تأخذ عضلات الوجه شكل الابتسامة سيفهم العقل أنك سعيدة وسيقوم بالتأثير على مزاجك. الأمر نفسه يحصل في حالة العبوس. لذلك، ابتسمي عندما تلتقين بأحد ما. فالابتسامة مُعدية وسترين أنّ الآخر سيبادرك بالابتسام وستجدين نفسك أكثر سعادة من أي وقت. - عيشي حياة صحية: العقل السليم في الجسم السليم. لذا، تناولي طعامًا صحيًّا ومارسي الرياضة واحصلي على قسط عميق من النوم. إنّ التعامل مع جسمك بطريقة صحية سيساعدك على خفض مستوى التوتر وستؤثر الهرمونات التي يتمّ انتاجها في شكل صحيح إيجابًا على مزاجك. - خذي قسطًا من الراحة: الأهمّ من هذا كلّه هو أن تستريحي بين الحين والآخر، لذا خُذي وقتًا كي ترتاحي وتعيد شحن طاقتك وتدلّلي نفسك. أكبر الآلات في العالم بحاجة الى التوقّف عن العمل لفترة من أجل الخضوع للصيانة والراحة كي تستمرّ بالعمل بالفعالية نفسها. لذلك، حاولي أن تتوقّفي عن العمل وخذي قسطًا من الراحة.