بعد حرب تموز في العام 2006 والتي استمرت ثلاث وثلاثين يوما انتهت بالقرار الدولي رقم 1701 الذي فرض الستاتيكو القائم بين لبنان وإسرائيل.
ورغم مرور عقد من الزمن على هذا القرار إلا أن أي من الطرفين لم يجازف بأي خطوة عسكرية من شأنها أن تؤدي الى خرق هذا القرار. حتى أن العملية الأخيرة ألتي قام بها حزب الله في مزارع شبعا الأسبوع الماضي ردا على اغتيال إسرائيل لأحد قادة المقاومة في إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق سمير القنطار. فإنها كانت محسوبة النتائج ولم تلامس الخط الأحمر. وكانت بحجم الحسابات الدقيقة لحزب الله وإسرائيل التي تقضي بعدم الانجرار إلى حرب بين الطرفين.
ومن الطبيعي ان يطلق حزب الله التهديد والوعيد ضد إسرائيل انتقاما لدماء القائد سمير القنطار مكررا مقولة / الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان الذين يراهما مناسبين /. ومن الطبيعي أيضا ان ينفذ تهديده ويعلن مسؤوليته عن تنفيذ عملية شبعا.
وطبعا من دون أن يؤدي ذلك إلى أي نوع من أنواع المواجهات غير المحسوبة وغير المرغوبة. حتى يصبح بالإمكان القول أن حزب الله نفذ وعيده وتهديده. وبالتالي يصبح بإمكان الإسرائيليين في المقابل الاسترخاء ميدانيا في ضوء عدم سقوط إصابات مميتة أو جسيمة بين جنودهم الذين استهدفوا بتلك / العبوة الناسفة الكبيرة في مزارع شبعا / كما وصفها أعلام حزب الله. وإذا كان الرد الناعم لحزب الله في الجنوب اللبناني يدخل في خانة التزام معادلة الهدوء في منطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية تحت سقف القرار 1701 لكنه في حقيقة الأمر يكشف عجز حزب الله عن التصدي لإسرائيل في الداخل السوري. إذ انه كان الأولى أن يرد الحزب على عملية اغتيال القنطار بعملية في منطقة الجولان السوري تحديدا. وهذا يكشف مدى الورطة التي يجد حزب الله نفسه فيها داخل سوريا.
فقواته مكشوفة تماما أمام الغارات الإسرائيلية. ولا يستطيع ان يفعل شيئا حيالها مضافا إلى ذلك ان روسيا نفسها معنية قبل إسرائيل بمنع أي تحرك مضاد في الجولان. فالممانعة في لغتها الجديدة تعني الفتك بالشعب السوري وتوجيه الشتائم إلى السعودية ودول الخليج..