حرب سياسية بين تيار المستقبل والنائب محمد رعد ترجمت وقائعها بالتصريحات اللاذعة من كلا الطرفين، فرعد الذي لم يستطع أن يكبت شعور الكره تجاه رئيس تيار المستقل سعد الحريري تعدّى حدود الإنتقاد البنّاء إلى العنجهية في الكلام والتمرّد بطريقة لا تليق بحزب يعتبر نفسه سيد الطائفة الشيعية.
هذا التمرد الذي ظهر من خلال كلمات رعد والتي نختصرها بالآتي "فمن يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب أن يجد مكاناً له في لبنان من أجل نهب البلاد مرّة جديدة، وبالتالي فإن كل ما يجري من محاولات لإجراء صفقات وتسويات تحت عنوان إعادة الاستقرار لهذا البلد، إنما هدفها رسم مسار إخضاع هذا البلد لسياسات هذه المملكة أو تلك الدولة الكبرى"، أشعل نار الحقد وحرّك روح الدفاع لدى الطرف الآخر فكانت ردود الوزير أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت له بالمرصاد.
ففتفت إعتبر أن كلام رعد قمة في الوقاحة ونقتبس هنا بعضا مما قاله ""النائب رعد يستقوي بسلاح حزب الله وايران ليفرض هيمنة الحزب ومشيئة ايران بدءا من لبنان وصولا الى كل المنطقة"، مضيفا أن "حزب الله" تحول الى ميليشيا ايرانية يرأسها أمينه العام السيد حسن نصرالله للسيطرة على لبنان"
أما ريفي فكانت حربه أقوى وأشد فتكا من سلاح رعد الكلامي فقال له"لا أنت ولا حزبك المسلح تستطيع أن تقرر من له مكان في لبنان ومن ليس له".
وأضاف: "فلبنان هو وطننا جميعاً، فعد مواطنا لبنانياً كما جميع اللبنانيين، واعلم أن استكبار السلاح، لا يرهب أحداً".
هذه الحرب الكلامية تأتي في وقت دقيق بالنسبة للبنان، فلا رئيس للجمهورية ولا علاقات جيدة وإن تمعّنا قليلا في العلاقات التي انهارت بين المستقبل وحزب الله نجد أن هذا التصعيد جاء بعد إعدام الزعيم الديني الشيعي نمر النمر في السعودية وبالتزامن أيضا مع توتر العلاقات الإيرانية-السعودية.
هذا التوتر الذي انعكس سلبا على لبنان بسبب أن الأطراف الحزبية السياسية اللبنانية تابعة لمحورين خارجيين لا بديل عنهما (المحور الإيراني والمحور السعودي) سيؤثر بالتأكيد على الحوار بين حزب الله-المستقبل.
وإن كانت التصريحات السياسية كفيلة بأن توقد نار الطائفية في لبنان فإن أكذوبة الحوار ستبقى تتلألأ لوأد نار الفتنة ولن يتحول هذا الأخير إلى حقيقة إلا إذا اتفقت الأطراف الخارجية أو أمرت بذلك.
فإلى متى سيبقى اللبنانيون ضحية الأحزاب التابعة ومتى سنجد لبنانيتنا فقط؟