يحتفل المسيحيون في 6 كانون الثاني من كل عام بذكرى عمادة السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، ويحمل هذا العيد رمزيّة خاصة في نفوس المسيحيين لأنّ العماد يعتبر مدخلاً لاعتناقهم هذا الدين الذي أتى بالسلام والمحبّة الى البشرية ونشر رسالته بالكلمة.
إحتفلت الطائفة الارمنية ليل الثلاثاء - الاربعاء بعيد الميلاد المجيد، وهو عيد رسمي في لبنان تقفل فيه ادارات الدولة ومؤسساتها العامة، اضافة الى المدارس والجامعات.
في عيد الغطاس، يردد المحتفلون بهذه الذكرى الروحية عبارة محببة لديهم وهي "دايم دايم" يقولها الجميع وترتسم على محياهم ابتسامة صغيرة تعبّر عن تعلّقهم بها، وتردّ الكثير منهم الى عادات وتقاليد قديمة تناقلتها الاجيال وباتت ملازمة لهذا العيد.
لا بد من الاشارة الى ان عبارة " دايم دايم " ترمز الى أن المسيح هو نفسه منذ الأزل وحتى النهاية، وانه يَحضر في هذه الليلة ليزور الناس وحضوره يبعث الفرح والسرور في النفوس، لذلك يتمنى الجميع لبعضهم ان تكون هذه اللحظات "دايم دايم"، فيدوم حضور المسيح معنا ويدوم فرحنا بسببه.
ومن هنا .. يمكن القول ان "عيد الغطاس" هو عيد يحمل رموزاً كثيرة وضعها الانسان للتقرب من خالقه وجعلها محطة للعودة الى الجذور والاصالة والجوهر الانساني الحقيقي الذي يجعل من كل انسان على صورة الله ومثاله، وتأتي العادات والتقاليد لتجسيد هذه الروحية ونشر الرجاء والمحبة في ربوع العالم وفي داخل كل شخص.
في ظل المآسي، يتقلّص عدد مسيحيّي الشرق تدريجاً بحيث يسيطر الخوف، لأنّ ثقافة الرسالة والشهادة ليسوع غائبة وهي كفيلة بتقوية الإنسان وجَعله يتحدّى الألم ويتحمل الموت والإضطهاد.