رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أن “حزب الله يحاول أن يتصرف كقوة إحتلال أو كناظم أمني كما سمى نفسه سابقا لمصلحة إيران، بغض النظر عن المصالح الوطنية اللبنانية، إن لدى حزب الله أولوية هي المشروع الإيراني في المنطقة، والتعاطي معه هو على هذا الأساس، لذا على “حزب الله” أن يتقين أنه لا يمكنه التصرف مع اللبنانيين على هذا الأساس إذا كان يريد من الآخرين إعتباره شريكا بالمعنى الكامل للكلمة”.
وقال فتفت في حديث الى اذاعة الشرق، إن “رد فعل الرئيس سعد الحريري على كلام السيد حسن نصر الله هو في إطار العلاقات الإيرانية – السعودية، وليس في إطار الموضوع اللبناني الداخلي، وما قاله النائب محمد رعد لا ينسجم مع مشروع سياسي داخلي مع الرد أو الرد المضاد، بل سينسجم مع مشروع سياسي داخلي لحزب الله يشمل أمورا عدة، لذلك أنا سميته كلاما مشينا لأنه لأول مرة يتطاول بهذا الشكل على موقع سياسي أساسي في البلد، ويهدد بشكل مباشر رافضا عودة الرئيس الحريري، هذه لغة لم نتعودها لا من قبل غازي كنعان ولا من قبل رستم غزالي، هم يعتبرون أنهم هم الذين يقررون وهنا المشكلة”. ورأى أن “حزب الله يسيطر على الدولة، وهو بسيطرته على الممرات اللبنانية عبر الجمارك في مطار بيروت ومرفأ بيروت وما يسمى بجمعيات غير حكومية ذات المنفعة العامة التي يمررون عبرها الكثير من البضائع، والجميع يعرف أن في جميع الأماكن سعر تمرير الكونتينر الواحد 500 دولار وهم يمررونها بأرخص الأسعار، وهذا ما يجعل الإقتصاد مواز ويضرب الإقتصاد اللبناني ومالية الدولة، فالنهب قائم ومالية الدولة سائبة. إن حزب الله يريد ضرب الدولة كما ضربها سياسيا بتعطيل رئاسة الجمهورية وتعطيل موقع رئاسة الحكومة، وأدى إلى تعطيل مجلس النواب”.
وتوجه الى النائب محمد رعد قائلا: هل كان يمكنه قول هذا الكلام لولا إستقوائه بالسلاح وإعتماده على تاريخه في لبنان لا سيما 7 أيار والقمصان السود، مضيفا إن “المشكلة مع حزب الله أنه ينظر إلى الآخرين نظرة دنيوية يتعاطى مع اللبنانيين كأنهم من الصنف الثاني. كما يفرض عليهم جميع شروطه السياسية كما قال محمد رعد ونواف الموسوي بأنهم لن يقبلوا برئيس إنما بسلة كاملة يكون من ضمنها قانون إنتخاب جديد، يؤمن فوزهم وفوز فريقهم السياسي، يريدون إعادة تنظيم السلطة وتغيير نظام الطائف الذي كلف الكثير، وكل ذلك دون أن يأخذوا بهواجس الآخرين لا سيما ما يتعلق بموضوع السلاح والسطو على الدولة والتهريب عبر الممرات الشرعية وغير الشرعية، هم لا يؤمنون بالدولة بل يؤمنون أن لهم دولة”.
وفي الموضوع الرئاسي وطرح ميشال عون رئيسا قال: “من غير الوارد أن تسلم 14 آذار بشخص إعتبر نفسه جزءا من المعركة الإيرانية في المنطقة، حتى لو تم إختياره حزب الله لن يرضى لأنهم يريدون شروطا إضافية. إن كلام رعد والموسوي حتى لو تم إختيار ميشال عون لن يرضون بذلك لأنهم يريدون شروطا سياسية اخرى تلغي أي إمكانية للأطراف الأخرى بأن يكون لها موقع أو تأثير في مسار الدولة اللبنانية”.
اضاف: “هم لا يريدون تسوية وهم يتمادون ويريدون زج لبنان بالصراع في المنطقة ورفضوا التسوية التي قدمها الرئيس الحريري، وكان يفترض أن تكون معتدلة بالنسبة اليهم، لكنهم رفضوها لأنهم يعتبرون أنفسهم في موقع القوة ويحاولون الإستقواء بما يجري في المنطقة، يريدون الإستقواء ضد الممكلة وهم ينكرون الجميل لما قدمته المملكة السعودية للبنان عام 2006 وللطائفة الشيعية الكريمة، وكل هذا على مبدأ إستراتيجي مختلف، لذلك لا أتوقع منهم أن يقبلوا بأي مشروع تسوية لأن مشروعهم ليس لبنانيا”.
وعن الحوار مع “حزب الله” والمستقبل، ترك فتفت لقيادة المستقبل ان تقرر مصير هذا الحوار، مؤكدا أن “المستقبل حزب سياسي وليس حزبا عسكريا، لكن بعد أن أصبح الكلام على هذا المستوى ضد الأطراف الأخرى أصبح الحوار بلا نتيجة، وأنا منذ البداية غير مقتنع بهذا الحوار ولم أنتظر منه شيئا”.
وعن تحرك المنسقة الأممية إلى الرياض وإتصالاتها بإيران من أجل ضبط الأوضاع في لبنان، قال: “يعبر عن إهتمام حقيقي بما يجري في لبنان، هناك محاولة دولية لتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، وكان هناك نوع من مظلة دولية وإقليمية خلال السنة الماضية، لكن بعد الكلام الذي إستمعنا إليه نشعر بوجود بعض الأطراف لا سيما الطرف الإيراني لم يعد معنيا بإحترام هذه المظلة، وسنرى إذا كانت المندوبة تستطيع أن تأتي بشيء من طهران لأن المشكلة هناك”، لافتا إلى “وجود رأيين في طهران، رأي القيادة الإيرانية الذي كان أخف بكثير من السيد نصر الله والذي قاله بحق المملكة وهو كلام فتنة وأقل بكثير من الذي قاله النائب رعد، والسؤال هل هناك رأيان في المملكة؟ إذا فرضنا أن الحلول أصبحت بعيدة من الذي يدير لبنان، إن حزب الله يقول في جلساته يريد تفعيل عمل الحكومة، في وقت يعطل فيه حليفه الجنرال عون الحكومة بشكل كامل، ربما يحاول حزب الله قول ذلك، لكن لا يتحمل مسؤولية التعطيل الكامل على كل المستويات، هناك إحتمال خطير لعودة التطورات الأمنية إلى لبنان والإغتيالات وما أخبرنا به النائب رعد هو تهديد محملا حزب الله مسؤولية اي خلل أمني في الفترة المقبلة، واصفا كلام السيد نصر الله بأنه تحريضي وفتنوي علما أنه قال لا يريد فتنة سنية – شيعية في لبنان . مضيفا أن “خطابه هذا يذكر بالخطاب الذي كنا نسمعه قبيل إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبيل أي إغتيال سياسي آخر، إن حزب الله عندما يشعر أنه في مأزق لا يتوانى عن إستعمال السلاح فكيف لا نعتبر أن هذا تهديدا جديا!”
وعن ترشيح الجنرال ميشال عون من قبل الدكتور سمير جعجع، قال: “أنا زرت جعجع، وتداولت معه بالموضوع، ولا أعتقد أنه في وارد ترشيح الجنرال لأنه يعرف أن وصول الجنرال يعني إستكمال مشروع السيطرة على لبنان، وهو يعرف أنها مشكلة إستراتيجية وليست تكتيكا نختلف عليه”.