البلد : لبنان يودّع فؤاد بطرس والحوار الثنائي يتأرجح

صحيح ان التوتر الاقليمي الاخير بين السعودية وايران ترك انعكاسا واضحا ومباشرا على الداخل اللبناني، الا انه من الواضح ايضا ان احدا لا يريد للأزمة ان تنتقل الى لبنان وأن تفجر الوضع المأزوم أصلا، وفي هذا السياق نقل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن الرئيس نبيه بري إصراره على استمرار الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، حيث اكد الرئيس بري ان "التطورات الاخيرة لن تعرقل لقاءات حزب الله وتيار المستقبل لانه ليس مستعدا للتخلي عن الحوار الثنائي والوطني وترك الساحة عرضة للتوترات".
الا ان تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة والذي عبر فيه عن رفض الحزب لأي تسوية داخلية في خصوص انتخابات رئاسة الجمهورية قد ترك انطباعا سيئا لدى الفريق الآخر ولا سيما كتلة المستقبل التي استهجنته واستنكرته، مشيرة الى أن "هذا الكلام، وبقدر ما يحمل في طياته تهديدا لشخصيات سياسية لبنانية والتهويل عليها، فإنه يذكر بعودة الحزب مجددا إلى لغة القمصان السود وانقلاب السابع من أيار 2008". ورأت أن "كلام النائب رعد يعبر عن توجه مستجد للاطاحة بما تبقى من آمال اللبنانيين في تحقيق الاستقرار الوطني والامني والاقتصادي والمعيشي".
وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق اعتبر ان "تصريح رعد لا يساعد الحوار ولا يسهّل إتمامه".
وعلى الجبهة الجنوبية ساد، امس، الهدوء بعد العملية الاخيرة التي نفذها حزب الله والرد الاسرائيلي عليها، وقامت اليونيفيل بالكشف على مواقع سقوط القذائف الاسرائيلية في الوزاني.
من جهته، أمل رئيس الحكومة تمام سلام في أن "يحمل العام 2016 فرصة جديدة للنهوض بالبلد والمسار الديمقراطي فيه وتفعيل السلطتين التنفيذية والإجرائية"، مشيرا الى "أن السنتين في رئاسة الحكومة لم تكونا سهلتين في ظل الشغور الرئاسي"، مشددا على ان "ليس هناك أي مجال لتقطيع الوقت بعد الآن".
وبعد مسيرة طويلة استحق فيها لقب عميد الدبلوماسية كرجل دولة من الطراز الاول، ودّع لبنان امس الوزير السابق فؤاد بطرس في مأتم رسمي، عند الاولى والنصف من بعد الظهر، في كاتدرائية مار نقولا في الأشرفية، حيث رأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده صلاة الجناز، واصفا بطرس برجل دولة من الطراز الرفيع تخطت سمعته حدود لبنان.