التوتر الاقليمي بين ايران من جهة والسعودية وبعض دول الخليج من جهة اخرى، يلقي بظلاله على الساحة الداخلية ويجمد كل الملفات، خصوصاً أن الخلاف الاخير يحكمه توتر اقليمي كبير، بعد اعدام الشيخ نمر النمر من قبل المملكة العربية السعودية، وبالتالي لا يشبه الخلافات السابقة. ولهذا، تنصب جهود الرئيس نبيه بري على استمرار الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل، لمنع الانفلات على الارض وتحصين الساحة الداخلية، لمنع القوى الارهابية من استغلال اي ثغرة والنفاذ مجدداً لتخريب الساحة الداخلية.
ولذلك اكد الرئيس نبيه بري امام زواره ان الاستحقاق الرئاسي في الثلاجة وقال: ما حدث في المنطقة امر كبير، ولديه تداعيات كبيرة، ولسوء الحظ بات اقصى طموحنا الآن المحافظة على الحوار، هناك حواران في 11 من الجاري، طاولة الحوار الوطني والحوار الثنائي مساء، وسألتقي بالاطراف قبل هذين الحوارين.
حتى الآن المؤشرات ايجابية بالنسبة الى استمرار الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، وان عدم انعقاده ينطوي على رسالة سلبية جداً، لانه يجب ان يبقى خارج الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، وللاسف اصبح اقصى طموحي...
بعدما كنا نسعى الى انتخاب الرئيس، اصبح اقصى طموحنا المحافظة على الحوار، اما الاستحقاق الرئاسي فأصبح في الثلاجة.
اما في الحوار الوطني فسأضغط بكل قوتي، لان من غير المقبول التفرج على انحلال بنية الدولة: لا رئيس ولا حكومة تجتمع ولا مجلس نيابي يشرع، المهم الآن تفعيل الحكومة، وهذا ما بدأته في جلسة الحوار السابقة. لم يعد مقبولاً بقاء لبنان بلا رئيس وحكومة ومجلس، الا اذا كان هناك من يريد انهاء لبنان كدولة. هناك خطر على البنية اللبنانية، وليس كل ما يعرف يقال. ولذلك فان عمل الحكومة لا يؤجل، فهو مثل الاكل والشرب، بينما عمل المجلس يتحمل بعض القوانين، الا ما خص الضروري جداً.
ـ سلام سيدعو الى جلسة للحكومة ـ
زوار الرئيس تمام سلام نقلوا عنه انه سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء قريباً، وربما سيدعو لجلسة الاسبوع المقبل، بعد مشاورات سيجريها مع الرئيس نبيه بري والقوى السياسية. وكشف الزوار ان الرئيس بري يقوم باتصالات في هذا الشأن.
لكن معلومات مؤكدة اشارت الى ان عقد الجلسة يمكن ان يحصل بعد جلسة الحوار الوطني في 11 كانون الثاني، والتي ستكون مخصصة للموضوع الحكومي وتفعيله.
ـ مصادر وزارية: الاتصالات قوبلت بالرفض ـ
استبعدت مصادر سياسية مطلعة أن تثمر الاتصالات التي يعمل عليها كل من الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، عن تفعيل عمل الحكومة. واشارت الى ان الاتصالات قوبلت بالرفض. وقالت ان اي امكانية لذلك تراجعت الى الصفر، بعد العاصفة الكبرى التي يشهدها الوضع الاقليمي نتيجة لجوء النظام السعودي الى اعدام رجل الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر.
اضافت انه اذا كان الملف الرئاسي اولى ضحايا ما يحصل في المنطقة، وتحديداً التصعيد بين السعودية وايران، فانه من غير الممكن ان يتفق الفرقاء اللبنانيون على تفعيل العمل الحكومي، لان ذلك قد يشكل مؤشراً للسير بالحلول في كل القضايا العالقة، وهذا الامر لم يعد متوافراً اليوم بعد قطع العلاقات بين الرياض وطهران.
ولهذا ترى المصادر ان الاشتباك السعودي ـ الايراني سيرخي بظلاله على كل الوضع اللبناني، من بقاء الوضع الحكومي على ما هو عليه، الى الفراغ الرئاسي من دون الدخول في صراعات فتنوية داخلية، لان هناك مصلحة لكل الاطراف بان يبقى الوضع اللبناين على ما هو عليه، الى ان تتبلور معطيات جديدة في الوضع الاقليمي.
ـ سجالات بين حزب الله والمستقبل ـ
وعلى وقع التطورات الاقليمية، وشنّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد هجوماً عنيفاً على الرئيس الحريري، ووصفه بوكيل عائلة خليجية والعمل لمصلحة سياسية اميركية غربية، وأضاف: من يعيش الافلاس في ملاذه الذي يأوي اليه، لا يجب ان يجد مكاناً له في لبنان على امل نهب البلاد مرة جديدة. وبالتالي، فان ما يجري من محاولات لاجراء صفقات وتسويات تحت عنوان اعادة الاستقرار لهذا البلد، انما هدفه رسم مسار اخضاع هذا البلد لسياسات هذه المملكة وتلك الدولة الكبرى. فالمسألة ليست مسألة شخص تسلمه موقعاً في رئاسة الجمهورية، ثم لا يجد صلاحيات يستطيع ان يحكم بها البلاد، لان كل الصلاحيات مصادرة من قبل الشخص الموكل بحفظ سياسات هذه المملكة او تلك الدولة.
كلام رعد رد عليه وزير الداخلية نهاد المشنوق مشيراً الى انه لا يساعد الحوار ولا يسهل اتمامه، وهو مجال تشاور في كتلة المستقبل وقيادته مع الرئيس سعد الحريري، لان الحوار بحاجة الى قواعد لم تعد متوافرة في كلام النائب رعد. كما اعتبر العديد من نواب المستقبل ان كلام رعد فيه الكثير من الاهانة لعقول اللبنانيين. واشار النائب احمد فتفت الى ان حزب الله تجاوز الاصول في كلامه عن سعد الحريري.