منذ أسبوع، "اكتسح" مقطع مصوّر لعروس تتهاوى الى جانب عريسها فتقع ارضاً مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام الالكتروني، وقد تمّ تداوله تحت العنوان التالي: "لحظة وفاة عروس ليلة زفافها". هذا الفيديو الذي شاهده الملايين حول العالم، لم يُرفق بأي معلومات إضافية: لا مكان الحادث، ولا هوية العروسين وجنسيتيهما، ولا تفاصيل ما بعد هذه "اللحظة".
الا ان التعليقات التي كتبها المتابعون كانت كثيرة، لكنها ايضاً خلت من أي وقائع ومعلومات! انقسم المعلقون بين من ترحم على روح هذه الفتاة، وبين من اعتبر الحادثة عبرة ودرساً، وبين من سخر وتهكم، وبين من شككّ بموت العروس اذ لا يُظهر الفيديو سوى لحظة سقوطها فينتهي، معتبرين انها قد تكون قد تعرضت إلى حالة اغماء بسبب التشجنات والتوتر. ومن ضمن هذه الفئة، احدهم يقول انه طبيب، اذ اعتبر "انها حالة تشنجات وليست وفاة، والدليل على ذلك، أنها لو كانت حالة وفاة لكانت قد سقطت على جانبها او على وجهها، لكن ما حدث هو إرتفاع الدماغ إلى أعلى وحدوث إهتزاز للجسم بشكل مفاجىء، وهذا ما يسمى بالصدمات العصبية او التشنجات العصبية"، كما نقل موقع "نجوم مصرية".
لكن ثمة من كتب ان "هذا الفيديو شاهده عام 2012 وهو حقيقي، وقد حصلت هذه الحادثة في ايران، وبالفعل توفيت العروس بسبب أزمة قلبية". فيما علقت احداهنّ انه "مقطع من فيديو كليب كردي"! اللافت ان موقع Liveleaks الشهير قام بنشر الفيديو من دون اضافة أي تفاصيل، باستثناء المكان وهو "العريش، شمال سيناء، مصر"! حتى الساعة، لا حقيقة جازمة حول هذه الحادثة. كل الاحتمالات تبقى واردة.
لكن الثابت انه في العالم الافتراضي، قد يموت احياء ويعيش اموات. وفي "السوشيل ميديا" قد "يُنبش" الماضي ويتحوّل الى حدث الساعة. ويحق للجميع اطلاق الاحكام، التصديق او التكذيب. قد تشوّه الحقائق او "تتوّرم". الفظاعة والمرارة تكمنان في واقع لا لبس فيه: معظمنا يتجرأ، بل يستمتع احياناً، في متابعة مشهد شخص يحتضر. تشدنا اخبار الموت والقتل والجرائم....وطبعا الفضائح! الافظع، حين ننقر على Like، ونمضي في ارتشاف قهوتنا امام شاشة تمسمر، في احيان كثيرة، الضمير على "لوحة مفاتيح"!
(خاص "لبنان 24")