استبعد محللون أمنيون واستراتيجيون قيام إيران بأي تهديد لمضيق هرمز الملاحي الاستراتيجي في ظل توتر العلاقات مع محيطها العربي، وقطع عدد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية العلاقات الدبلوماسية معها، كما أن الدول العظمى مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا ستحاول تهدئة الوضع في الشرق الأوسط.
على رغم ذلك حذّر المحللون من إقدام إيران أو أذرعها المنتشرة في عدد من الدول العربية بخطف مواطنين خليجيين وسعوديين تحديداً، ولا سيما في العراق أو لبنان، مطالبين بأخذ أقصى درجات التيقظ والحرص، والبعد عن مناطق بؤر الصراع أو وجود أذرع إيران في هذه الدول، كما توقع الخبراء أن تسعى إيران إلى التصعيد في الملفين السوري واليمني كرد فعل على مقاطعتها دبلوماسياً، مطالبين قوات التحالف بتشديد الرقابة البحرية والجوية في اليمن.
وقال العقيد ركن متقاعد المحلل العسكري والاستراتيجي إبراهيم آل مرعي لـ«الحياة»: «إن إيران لن تقدم على تهديد مضيق هرمز على الإطلاق»، مبيناً أن «المضيق هو ممر ملاحي دولي وتحت حماية الدول العظمى».
وأضاف آل مرعي «أنه لا يوجد أي تخوف، إذا قامت إيران بتهديد مضيق هرمز ستكون في مواجهة مباشرة ليس فقط مع الدول الخليجية والعربية، وإنما مع الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة، ولذلك لن تقدم بأي تهديد من هذا النوع على الإطلاق».
وفي شأن رد الفعل الإيراني على قطع العلاقات الدبلوماسية، أشار آل مرعي إلى أنه «لا يستبعد أن يكون هناك محاولات اختطاف لمواطنين خليجيين، وخصوصاً السعوديين خارج المملكة، ولا سيما في العراق أو لبنان»، مردفاً «لذلك من المهم جداً أن يكون الحس الأمني لدى مواطني دول الخليج مرتفعاً جداً، وتجنب الذهاب لبؤر الصراع أو الأماكن التي يوجد بها أذرع لإيران». ولفت المحلل العسكري، إلى أنه «من المتوقع أن يكون هناك تصعيد في الملفين السوري واليمني، ومحاولات شديدة من إيران لدعم الحوثيين من خلال تهريب أسلحة وصواريخ مضادة للطائرات والدروع، ولذلك الحظر البحري على اليمن يجب أن يكون شديداً ومكثفاً، ويكون هناك مراقبة جوية مستمرة على مدار الساعة». ويعتقد المحلل الاستراتيجي، «أن الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا ستحاول تهدئة الوضع في الشرق الأوسط»، مشدداً على أن الجهود يجب أن تكون في اتجاه إيران التي تتعامل كمنظمة إرهابية وليست دولة، ويتعامل الساسة فيها مثل رجال العصابات.
وأردف آل مرعي، «دائماً ما يتحدث الإيرانيون عن علاقات حسن الجوار مع الخليج لكنهم يفعلون خلاف ذلك، أعتقد ستحاول الدول العظمى التهدئة لأن المستفيدين من هذه الفوضى الخلّاقة التي رتبت لها أميركا – للأسف - هم التنظيمات الإرهابية في المقام الأول».
إلى ذلك، يرى المحلل الاستراتيجي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلامة الدكتور فهد الشليمي، أن «إيران لن تُقدم على أية خطوة من شأنها تهديد الملاحة في مضيق هرمز، لسبب بسيط - على حد قوله - هو أنها لن تضر بمصالح الغرب».
وتوقع الشليمي تراجعاً إيرانياً خلال الأيام القادمة بعد أن واجهت رد فعل قوي من دول الخليج والدول العربية، وقال: «أعتقد أنهم سيتراجعون خطوة إلى الوراء، بدأ ذلك من خلال إعلانهم القبض على 40 شخصاً ممن اقتحموا السفارة السعودية في طهران، وهذه بادرة إيجابية، ولكن تجب محاسبتهم». واعتبر الشليمي، أن «الخاسر الأكبر سيكون إيران»، قائلاً: «نحن لسنا بحاجة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية معهم، لأنهم يخلقون المشكلات عبر التهديد والابتزاز، كما أن هناك نفاقاً سياسياً إيرانياً، لأنها تضم دولتين وليست واحدة، هناك دولة الثورة، والدولة العادية، وللأسف دولة الثورة هي الأقوى من النظام السياسي العادي، لذلك نسمع كلام وزارة الخارجية جميلاً، لكن أفعال الحرس الثوري والمجموعات المتطرفة خلاف ذلك».