هدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالثأر لاغتيال الأسير المحرر سمير القنطار، وألزم نفسه وحزبه بالرد على عملية الإغتيال هذه تحت مسمى الثأر كتأكيد على أن دم القنطار لن يذهب هدرا .
وبالرغم من الخسارة التي مُني بها حزب الله، إلا أنه يسعى دائما لاستثمار الحدث كحدث متعلق خصوصا بالعدو الإسرائيلي، ليعيد التأكيد على مشروعية المقاومة والسلاح، في وقت ضاعت فيه المقاومة في زواريب السياسيات المحلية والإقليمية، وفي وقت ضاعت فيه الإنجازات والإنتصارات في بازار اللعب السياسي في المنطقة، حتى أضحت المقاومة في خبر كان لولا أنها الشمّاعة التي لا يزال حزب الله يعلق عليها سياساته وحضوره ووجوده ومواقفه .
إن عملية حزب الله بالأمس وما رافقها من همروجة إعلامية صدمت الرأي العام الحزبي خصوصا واللبناني عموما نظرا لمحدودية الرد حتى قيل على مواقع التواصل الإجتماعي أن هذا الرد لم يكن بحجم الشهيد سمير القنطار .
أراد حزب الله من خلال هذه العملية أن يثأر لسمير القنطار من جهة وأن يؤكد استمرار حضوره كمقاومة واستمراره في خندق المواجهة مع العدو الاسرائيلي من جهة ثانية، إلا أن حجم العملية أظهر فرقا شاسعا بين العمليات الكبيرة التي كان يقوم بها الحزب وهذه العملية، والتي ظهرت وكأنها خارج سياق عمليات حزب الله النوعية، ما يعزز القول أن هذا الرد هو رد إعلامي لا يتعدى رفع العتب، نظرا لقرار مسبق بعدم توتير الأجواء أكثر مع الاسرائيلي، وعدم قدرة الحزب في الوقت الراهن على الدخول في حرب ثانية قد لا يكون الوقت مناسبا لها، إضافة إلى الأحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة والتي من شأنها أن تزيد الأمور تعقيدا فيما لو دخل حزب الله حربا مفتوحة مع الكيان الصهيوني .
ومن جهة ثانية أثبت حزب الله من جديد استمراره في الإمساك بقرار الحرب بعيدا عن إرادة الجمهورية والدولة في لبنان وبعيدا عن احترام أي مكون سياسي لبناني يتعارض معه في شأن هذه الحرب، كما هو الحال في توريط حزب الله نفسه أولا ولبنان ثانيا في أتون الحرب السورية .
إن هذا الإصرار يؤكد من جديد إنعدام روح المسؤولية في التعاطي مع القضايا الكبرى في البلاد والتي من أهمها قرارات الحرب في الوقت والزمان غير المناسبين .
جهاد عبد الله