نعى وزير الاعلام رمزي جريج الوزير السابق الراحل فؤاد بطرس، وقال في بيان :"برحيل فؤاد بطرس خسر لبنان رجل دولة من الطراز الرفيع، احتل مركز الصدارة في عالم السياسة خلال حقبة طويلة من الزمن، كان سلاحه خلالها ذكاء حادا وثقافة واسعة ورأيا صائبا وحكمة بالغة. وإذا كانت شخصية فؤاد بطرس السياسي قد طغت على سواها، فإن صفات القاضي النزيه والمحامي اللامع قد أثرت في أدائه المميز كوزير للعدل ثم كوزير للخارجية".

أضاف:"اقترن اسم فؤاد بطرس بالعهد الشهابي، الذي ساهم الفقيد الكبير خلاله ببناء مؤسسات الدولة الحديثة، مسترشدا بقول الرئيس شهاب اننا "لم نتمكن من بناء وطن بمعنى أمة، فيجب أن نسعى إلى انشاء دولة سليمة، حتى إذا تمكنا من ضم اللبنانيين إليها، يصبح ممكنا أن نرتقي إلى وطن".

وتابع: "خلال ولاية الرئيس الياس سركيس كان فؤاد بطرس شريكا كاملا في الحكم، ومؤثرا في مسار جميع الأحداث التي عرفتها البلاد خلال هذه الفترة، من خلال مواقفه الصلبة ودبلوماسيته البارعة، خصوصا في ما يتعلق بالعلاقة مع سوريا وبالموقف العربي والدولي منها. وقد استخلص من تجربته في الحكم آنذاك أن أزمتنا هي أزمة وطن وكيان وأنه ينبغي معالجتها بالاستناد إلى مفاهيم تتصدى لجوهرها لا لظواهرها وأن رابطة المواطنة يجب أن تطغى على أي رابطة أخرى كالطائفية والعائلية".

وقال: "من الصعب اختصار مسيرة فؤاد بطرس بكلمة رثاء. لعل أفضل ما كتب عنه قول سفير فرنسا السابق بول مارك هنري "أنه، ببرودته وظرفه، يشبه تاليران، غير أنه لم يتمكن، على غرار هذا الأخير، من ممارسة مواهبه في مؤتمر دولي مماثل لمؤتمر فيينا، يخرج منه لبنان مستقلا بكل معنى الكلمة". من هنا نفهم معنى التشاؤم الذي عرف به فقيدنا الكبير والذي يبرره الوضع المأساوي الذي يعيشه لبنان اليوم".

وختم: "رحم الله فؤاد بطرس، آملين ألا تبخل علينا الأيام الآتية بأمثاله. فؤاد بطرس لم يرحل، بل استقر في وجدان اللبنانيين إلى الأبد".