في موقف مفاجئ بعد تطمينات نمسوية امس الى رغبة البلدين بعدم التصعيد اعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان السعودية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران.
وقال الجبير ان بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع ايران، على خلفية الهجوم على سفارة بلاده في طهران وموقف الجمهورية الاسلامية اثر اعدام الرياض الشيخ نمر النمر.
لبنانيا "فلاديمير" العاصفةُ لم تنقشع عن الاجواء اللبنانية فكللت الجبالَ بالثلج الابيض وهي تنحسر اليوم وغدا.
ولكن ماذا عن العاصفة الكلامية التي خلفها اعدام الشيخ السعودي نمر النمر من ايران الى لبنان. فقد شرّع اعدام الشيخ النمر الابواب امام كل الاحتمالات، وملفات المنطقة علقت في عودة الاشتباك السعودي الايراني . والمواقفُ الايرانية التي صعدت لهجتها تجاه السعودية عبر كلام للمرشد الاعلى السيد علي خامنئي عن "إنتقامٍ إلهي" قابلها تنديد من الدول الخليجية والعربية التي جددت دعمها للأحكام القضائية السعودية رافضة الاعتداء على المقار الدبلوماسية للمملكة في ايران.
ففي ايران حيث اقتحمت السفارة السعودية ليلاً، سارع الرئيس روحاني اعتبار ما حصل غير مبرر من قبل من اسماهم متطرفين.
تصريحات الرئيس الايراني والخارجية اوحت بان هناك رغبة ايرانية في امتصاص تداعيات الحدث. كما نُقل عن وزيري خارجية البلدين. لكن موقف الجبير قلب الطاولة بعد ورود معلومات عن اطلاق اسم الشيخ النمر على الشارع الذي تقع فيه السفارة السعودية في الرياض.
وفي لبنان، حيث استهدف السيد نصر الله بعنف في خطابه آل سعود معتبراً ان اعدامهم للشيخ النمر سيكتب نهاية حكمهم، دعا في الخطاب نفسه الى عدم تحويل الموضوع الى فتنة سنية شيعية فهذه خيانة لدماء النمر. واضاف نصرالله ان دماءُ الشيخ النمر ستَكتُبُ نهايةَ هذا النظام، ووصف النظام الذي لا يعنيهِ العالَمُ الاسلاميُ ، ولا الرأيُ العام ... بأنه "نظامٌ يتوغلُ في الفتنةِ ويذبحُ كلَ من ينتقدُه".
الرئيس سعد الحريري رد على الخطاب قائلاً ان :"صفات الاستبداد والايغال في الفتن صفات طبق الاصل تنطلق على ألسنة قيادات حزب الله، ولكنه بدوره نبّه من اسماهم محبي المملكة الى عدم الانجرار في السجالات المذهبية".
وقالَ الحريري :"إن الشيخ النمر هو مواطنٌ سعوديّ يَخضعُ كسائرِ المواطنينَ السعوديين والمقيمينَ في المملكة لأحكامِ القوانينِ السعودية، وليس مواطناً إيرانياً تَنطبِقُ عليه قواعدُ الباسيج والحرسِ الثوري".
ولم يخف المراقبون خشيتهم من ان يقفل التوتر السعودي – الايراني كل الابواب وبإحكام امام امكانية انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور.
ووسط مظاهر التفكك الوطني هذه غاب الوزير السابق فؤاد بطرس آخر الشهود على انه كان في لبنان ذات يوم مشروع لبناء دولة عصرية حديثة عمل لها الراحل الى جانب الرئيس فؤاد شهاب.