اكد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى ان "لن يستطيع احد ان ينال من مسيرة "حزب الله" في لبنان ولا من عزته وصلابته". وخلال حفل تأبيني للشيخ محمد خاتون، اشار نصر الله الى ان "المقاومة في بدايتها كانت بحاجة دائما لمن يتصدى في الميدان الثقافي والتعبوي والتحريضي"، موضحا ان "ذلك كان في البداية عمل شاق في زمن سيطرت فيه سياسة الإنهزام وكان البعض يقول لنا أنتم مجانين"، لافتا الى انه "في تلك المرحلة، كانت المقاومة حتى على مستوى قبول الناس وإيمان الناس، ينظر اليها أنها مشروع غير عقلاني"، مشيرا الى ان "خاتون كان من الاوائل الذين أوكل لهم التصدي في هذا الميدان إلى أن بدأ تشكيل الإطار التنظيمي والإداري، حيث تولى خاتون مسؤوليات مهمة جدا". واعتبر نصر الله انه "مع خاتون يجب أن نتذكر الجيل الأول من الأخوة والأخوات، الذين أمضوا عمرهم في هذه المسيرة، منهم من استشهد ومنهم من توفاه الله، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"، مشددا على ان "الجيل الأول لم يكن يتطلع ولا يرجوا شيئا من حطام هذه الدنيا، بل كانوا يتوقعون الموت في أي لحظة وفي أي مكان، وكانوا يعملون لاداء تكليفهم بعشق ويبحثون عن الشهادة في شوق"، موضحا انه "من بركة الجيل الأول، يمكن أن نتحدث عن جيل الأبناء والأحفاد، وأبناء الجيل الأولى وأحفاده كانوا على شاكلته، وكل من لحق بهم يواصلون المسيرة بنفس الهمة والمعنويات والتفاني"، مضيفا "الدليل على كل ذلك هم الشهداء، الذين هم أبناء وأحفاد الجيل الأول، وكان لهم الدور في إنتصار العام 2000 وفي صناعة الإنتصار عام 2006 ويأخذون على عاتقهم أكبر مشروع صهيوني تكفيري"، مشددا على "اننا يجب أن نحافظ على هذه الروحية المستهدفة عبر الحرب الشعواء التي تشن على كل صعيد، ومسيرتنا ستتابع بكل ثقة ويقين". ورأى نصر الله انه "في أرض شبه الجزيرة العربية التي تأسست فيها دولة وسميت ظلما وباطلا بالمملكة العربية السعودية، أرض أهل البيت والمجاهيدن الأوائل والإسلام تسمى باسم عائلة هي عائلة آل سعود التي فرضت نفسها على شعب الجزيرة العربية بالمجازر والقتل والترهيب"، معتبرا ان "ذلك يمثل جزء من المشروع الإستعماري في بلادنا في الوقت الذي كان يحضر فيه لتشكيل كيان آخر اسمه اسرائيل في فلسطين المحتلة"، مشيرا الى انه "في السعودية لا مجال لرجل دين أو رجل إصلاح ونقاش أو إعتراض"، مؤكدا ان "اعدام الشيخ نمر باقر النمر ليست حادثة يمكن العبور عنها". وسأل نصرالله "هل استطاع القضاء السعودي أن يثبت أن النمر قاتل بالسلاح؟"، موضحا ان "كل مسار النمر هو مسار سلمي ككل علماء المنطقة الشرقية السعودية والبحرين"، مضيفا "جريمة النمر انه كان يطالب بحصول الشعب على حقوقه وبالحريات الطبيعية التي يطالب بها أي إنسان في العام"، مشددا على ان "السعودية التي تريد أن تنشر الحرية والديمقراطيات في المنطقة تعدم من يتكلم ويطالب بحقوقه"، لافتا الى ان "اليوم هو يوم إدانتها بشكل واضح جدا، ودماء النمر ستلاحق ال سعود في الدنيا والآخرة". ورأى نصر الله ان "كان من الممكن إيقاف حكم الإعدام أو العفو، او الإبقاء عليه في السجن"، متسائلا "لماذا الإصرار على الإعدام في هذا التوقيت بالذات بالرغم من الرسائل التي وجهت إلى السعودية؟"، لافتا الى انه "في ظل المناخ الذي كان قائماً في المنطقة، كان هناك من يتأمل في إعتدال سعودي أو أن يقبل بحوار سياسي يفتح الأبواب للخروج من الأزمات المدمرة في المنطقة عبر الحوار والإيجابية ولذلك جاء الإعدام صادم جداً ومفاجىء جدا"، معتبرا ان "رسالة الإعدام تقول بأن النظام السعودية لا يعنيه لا الرأي العام العربي ولا الإسلامي ولا الدولي ولا يعتني بمشاعر أصدقاء له أو بمئات ملايين المسلمين الذين سيُجرَحون"، مضيفا "آل سعود يقولون لنا أن كل من يعارضنا سيسفك دمه، إما أن تعيشوا في مملكتنا كغنم أو تقتلوا كغنم". وأكد نصرالله ان "السعودية من خلال هذا القتل والإعدام توغل بالفتنة وتدفع بها إلى مرحلة خطيرة، سقط فيها الحوار والإعتدال وتقدم فيها القتل والحروب المدمرة"، موضحا ان "هذا العمل يظهر الوجه الحقيقي للسعودية أكثر من أي وقت مضى، وجه التكفير والإرهاب والإجرام"، مشيرا الى ان "آل سعود يريدون فتنة سنية شيعية وهم الذين أشعلوها منذ سنوات طويلة ويعملون على إشعالها في أي مكان من هذا العالم"، مشددا على انه "على الشيعة الإنتباه وعدم تحويل الموضوع إلى سني شيعي لان ذلك سيشكل خدمة لآل سعود الذي يريد استغلال إعدام النمر". وسأل نصر الله "الم يحن الوقت لكي نقول بكل شجاعة للعالم كله أن أساس ومبدأ ومنطلق الفكر التكفيري الذي يدمر ويرتكب المجازر ويهدد شعوب العالم هو من هذه العائلة وهذه المدرسة في السعودية؟، الم يحن الوقت لنقول أن الجماعات الإرهابية هي مجرد أدوات وأن ممولها ومن يقدم لها الدعم هو النظام السعودي؟، الم يحن الوقت لنقول ان أرض شبه الجزيرة العربية سميت زورا بالمملكة العربية السعودية فيها شعب مظلوم تحكمه مجدموعة فاسدة وسارقة؟ الم يحن الوقت لطرد آل سعود من منظمات حقوق الإنسان وتصنيفهم في خانة الدول الإرهابية؟". واعتبر نصر الله ان "الكتب التي يدرسها تنظيم "داعش" هي نفس كتب مدارس آل سعود ولذلك نجد أن المنهج نفسه"، مؤكدا ان "أهم رد على إعدام النمر هو تحمل المسؤولية، بالوقوف وقول الحق في وجه آل سعود"، مضيفا "أولادنا يموتون دفاعا عن لبنان وفلسطين لا في كبريهات مثل أبنائهم".