اصدرت وزارة الداخلية السعودية صباح امس، بياناً قالت فيه إنه تم تنفيذ حكم الإعدام بـ 47 شخصاً. وأضاف البيان، إن حكم الإعدام طال 47 شخصاً بينهم فارس الشويل والشيخ نمر النمر على أن يتم التنفيذ في 12 منطقة بالمملكة.
وأوضح البيان إن الحكم شمل «فئات مجرمة ضلت طريق الحق، واستبدلت به الأهواء، واتبعت خطوات الشيطان، أقدمت بأفعالها الإرهابية المختلفة، على استباحة الدماء المعصومة، وانتهاك الحرمات المعلومة من الدين بالضرورة، مستهدفة زعزعة الأمن، وزرع الفتن والقلاقل». ووفقاً للبيان فإن الحكم شمل 45 سعودياً، ومصرياً واحداً وتشادياً واحداً.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أن هدف تنفيذ العقوبات هو الردع، مشيرة إلى أن أحكام القصاص نفذت داخل السجن في 12 منطقة، لافتة إلى أن بعض الأحكام نفذت بالسيف والأخرى بالرصاص.
على صعيد متصل، قالت هيئة كبار العلماء في السعودية إن أحكام الإعدام هي إنفاذ للشريعة وحفظ الأمن العام داخل المملكة.
وقالت الداخلية السعودية في بيان إن المحكومين بالإعدام تبنوا أفكارا متشددة ونفذوا عمليات تفجير وقتل.
وأعدم ثلاثة شيعة آخرون إلى جانب النمر لكن العدد الأكبر ممن نفذت بهم الأحكام يوم كانوا ممن يعتقد أنهم جهاديون على صلة بتنظيم القاعدة الذي يعتبر الشيعة مرتدين ولطالما استهدفهم في هجمات.
ورفض المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي تدخل أي دولة في تطبيق أحكام الإعدام بالـ47 إرهابيا، مؤكدا «إننا لا ننظر إلى أي تهديدات».
وقال اللواء منصور التركي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المتحدث باسم وزارة العدل السعودية المستشار منصور القفاري «المملكة عندما تنفذ الاحكام لا تنظر إلى أي تهديدات أو تعليقات على سير الإجراءات القضائية أو العدلية في المملكة».
وأضاف التركي أن هذه التهديدات تخص الجهات الدبلوماسية، وقال «إن كل ما يصادق عليه الملك من الأحكام ينفذ».
ووصف التهديدات الإيرانية للمملكة بأنها «غير مسؤولة» وقال «اترك هذه التصريحات غير المسؤولة للخارجية السعودية ( للرد عليها)، وأن المملكة تحكم بالأحكام الشرعية والسنه النبوية، مؤكدا «أننا على ثقة تامة بما نقوم به، ولا نهتم إلى كيفية نظر الآخرين إلينا سواء ما يتعلق بالقضاء او تنفيذ الأحكام». وقد دفعت السلطات السعودية بتعزيزات عسكرية كبيرة الى المنطقة الشرقية وتحديداً مدينة القطيف.

ـ احتجاجات ـ

وفور شيوع خبر اعدام الشيخ النمر شهدت مناطق في البحرين مظاهرات تنديدا بتنفيذ حكم الإعدام.
كما حمل المحتجون في البحرين صورا للنمر وواجهوا قوات الأمن في قرية أبو صيبع الشيعية غربي العاصمة المنامة. ودعا نشطاء إلى احتجاجات في البحرين في إشارة إلى أن إعدام النمر قد يثير التوترات الطائفية المتأججة بالفعل في الشرق الأوسط.

ـ حرق القنصلية السعودية في مشهد الايرانية ـ

واشعل محتجون شيعة النيران بالقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية، انتقاما من إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي «نمر النمر».
يذكر أن المملكة، استدعت السفير الإيراني لديها وسلمته مذكرة شديدة اللهجة وذلك على خلفية التصريحات الإيرانية تجاه المملكة بعد إعدام رجل الدين الشيعي، نمر النمر.
كما حملت السعودية حكومة طهران مسؤولية حماية سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، وحماية منسوبيها وذلك بموجب الاتفاقات الدولية.

ـ شقيق الشيخ النمر : للتحرك سلميا ـ

قال شقيق رجل الدين الشيعي السعودي البارز نمر النمر إن نبأ إعدام أخيه وقع على الأسرة كالصاعقة لكنه يأمل أن يكون أي رد فعل سلمياً.


وقال محمد النمر «للشيخ النمر مكانة كبيرة في مجتمعه وفي المجتمع الإسلامي بشكل عام ولا شك أنه ستكون للخبر ردود فعل». وتابع «أتمنى أن تكون ردود الفعل في الإطار السلمي ولا ينبغي لأحد أن يكون له ردود فعل أو تصرفات غير النهج السلمي. يكفي دماء».

 

ـ انتقاد ايراني للقرار ـ

دانت الخارجية الإيرانية اعدام الشيخ النمر متوعدة حكومة الرياض بدفع ثمن باهظ لهذا الإجراء الذي أقدمت عليه.
وقال المتحدث باسم الخارجية، حسين جابر أنصاري، إن «السياسة اللامسؤولة للحكومة السعودية ستدفع بسببها ثمنا باهظا.
من جهته، استنكر آية الله خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني إعدام السعودية المعارض نمر باقر النمر، داعيا منظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ موقف إزاء ذلك.
وصرح خاتمي بأنه يتوقع من منظمة التعاون الإسلامي اتخاذ موقف واضح من عملية إعدام رجل الدين نمر باقر النمر، مشيرا إلى أنه سيطلب من الجهاز الدبلوماسي الإيراني اتخاذ موقف حازم بهذا الصدد. ورجح خاتمي خروج احتجاجات ومظاهرات تنديدا بإعدام النمر الذي وصفه بالجريمة.
واستدعت السلطات الإيرانية القائم بالأعمال السعودي في طهران احتجاجا على تنفيذ السلطات السعودية حكم الإعدام بنمر النمر.
في غضون ذلك، دان الائتلاف العراقي الحاكم في العراق تنفيذ السعودية حكم الإعدام في الشيخ نمر النمر، وقال نائب في الائتلاف إن هذه الخطوة يراد منها إذكاء الفتنة الطائفية و«إشعال المنطقة».
إلى ذلك، ندد الحوثيون في اليمن بمقتل نمر النمر، وجاء ذلك في نعي للجماعة على موقع المسيرة التابع لها.
وقالت وكالة أنباء مهر الإيرانية إن عشرات من طلاب الحوزات العلمية نظموا مسيرة في مدينة قم الإيرانية المقدسة يوم السبت للاحتجاج على قيام السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
ونشرت الوكالة صورة تظهر عشرات الرجال - بعضهم يرتدي العباءة والعمامة المميزة لرجال الدين الشيعة في إيران- وهم يسيرون في مدينة قم حاملين صور النمر.
كما اعلنت الحوزة العلمية الدينية في مدينة قم المقدسة الحداد اليوم وتوقيف الدروس.
كما دان «حزب الله» بشدة «عملية الاعدام» وكذلك المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.
على صعيد آخر، دعت لجنة التضامن مع الشيخ النمر الى المشاركة في الاعتصام الذي سيقام استنكاراً للجريمة النكراء وذلك عند الساعة الواحدة ظهر اليوم امام قصر الاسكوا وسط بيروت.
كما دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر لمظاهرات في دول الخليج والعراق احتجاجا على إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية.

ـ ألمانيا : يزيد القلق من تصاعد التوترـ

عبر مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية امس عن القلق بشأن إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في السعودية وشدد على أن بلاده تعتبر عقوبة الإعدام صورة غير إنسانية من صور العقاب.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «إعدام نمر النمر يذكي مخاوفنا الحالية من زيادة التوتر وتعميق الخلافات في المنطقة».
وغالبية من نفذت بهم أحكام الإعدام يوم السبت وعددهم 47 شخصا من السنة الذين دينوا بارتكاب هجمات لتنظيم القاعدة في السعودية قبل عشر سنوات إضافة لأربعة من الشيعة الذين دينوا بالضلوع في قتل رجال شرطة.