لم يكن إعدام رجل الدين السعودي الشيخ نمر النمر خارجا عن سياق التحولات السياسية في المنطقة من جهة، وعن سياق العلاقات المتوترة بين إيران والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى .
وإن الإحتقان السياسي الذي بلغ ذروته في العلاقات الايرانية السعودية كان من شأنه أن يقود إلى هذه النتيجة، وخصوصا مع رفض الجانب الإيراني في الآونة الأخيرة أي حوار أو تقارب مع المملكة العربية السعودية .
وجاءت خطوة الإعدام هذه لتؤكد على انهيار كل التسويات بين ايران والسعودية بالرغم من التأكيد السعودي أن الإعدام جاء وفقا لإعتبارات داخلية لا علاقة لها بطائفة أو دين .
وفي المواقف الايرانية الأولية فقد اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية المملكة العربية السعودية اليوم السبت بدعم الإرهاب وإعدام المناهضين له.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري بعد إعدام 47 شخصا في المملكة بينهم الشيخ نمر باقر النمر أن السعودية ستدفع "ثمنا باهظا" لإعدامها رجل الدين الشيعي.
ومن جهته شجب آية الله أحمد خاتمي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران إعدام السعودية للنمر اليوم السبت، وأشار الى أن هناك تداعيات لهذا الإعدام من شأنها إسقاط أسرة آل سعود الحاكمة.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عنه قوله إن هذه الدماء "ستمحو أسرة آل سعود من صفحات التاريخ". ".
وبانتظار صدور الموقف الإيراني الرسمي من عملية الإعدام وكذلك مواقف المراجع الشيعية في إيران والنجف ،فإن ثمة تداعيات ربما داخلية وخارجية على القرار السعودي بإعدام النمر، وقد يؤسس هذا الإعدام لمرحلة بالغة الدقة على الصعيد السني والشيعي حيث أن الأرضية مهيئة ومنذ سنوات لمزيد من الإحتقان الطائفي والمذهبي .
وبالتأكيد فإن خطوة الإقدام على إعدام الشيخ النمر خطوة مدروسة سياسيا وهي تعبر بشكل أو بأخر عن رسالة سعودية شديدة اللهجة الى المحور الآخر ومن ضمنه إيران وحزب الله وسيكون لها تداعياتها على مستوى المنطقة ككل .
كاظم عكر