لم تكن نتائج عام 2015 مرضية لحزب ظنّ أن النصر يكون معه أينما كان فحسابات حقل حزب الله كانت مختلفة عن حسابات البيدر السوري فتفاجأ بسرعة هبوط النظام السوري وعدم تمكن التيّارات الشيعية من انجاز مهمّة تعجز عنها دول اقليمية فبات الاستنزاف سيّد الأزمة السورية أي المزيد من الخسائر المتعددة لكل القوى والأطراف المشتبكة في سورية باعتبار أن امكانيّة الفوز غير ممكنة في بلد مستعص على الحسم العسكري .
يبدو أن المعركة في سورية مشروع تجاري استثماري ناجح أكثر مما هي ارادة للحفاظ على النظام أو تغييره لصالح أسود أخرى لذا نرى ذهاب الحروب فيها وراء التسويات المادية المدفوعة سلفاً أو من خلال المقايضات الطائفية لتثبيت مشروعات جهوية ومذهبية داخل جغرافية مقفلة على أكثرية سنية مهما كانت المحاولات المبذولة مكلفة لتوفير شريط مذهبي لاصق على بوابة دمشق .
اذاً لم تتغير معطيات ونتائج الحرب في سورية لصالح حزب واعد وموعود بالنصر فحيّ جوبر والغوطتين ومخيم اليرموك وريف دمشق وأحياء ومدن أخرى لا تزال معارضة رغم كل الوسائل المستخدمة لقتل المتمسكين بالقتال ولم تنجح جحافل المحاصرين والمحتشدين من كل حدب وصوب من دخول حيّ من أحياء دمشق القديمة رغم سرب من الطائرات الزائرة يومياً لهذه المناطق المستأسدة على الأسد .
شكل دخول روسيا على الحرب السورية تراجعاً معنوياً للحزب الذي وجد نفسه خارج المعادلة أي خارج التأثير وبات الاشتراط الروسي حصرياً بيد بوتين الذي دخل كدُب روسي ويبدو أنه قد تراجع الى فصيلة حيوانية أخرى بعد أن أخفق في الجو وبات الاعتراض الدولي عليه كبير جداً لاستهدافه المشافي والأحياء السكنية والأسواق ومراكز معارضة ولم يستهدف حتى الآن تواجداً لتنظيم الدولة على أيّ رقعة سورية .
ان الاستهدافات الأمنية المتلاحقة لقيادات الحزب في سورية دفعت الى البحث الجدي عن هوية المخبر الاسرائيلي ويبدو أن المخبر هنا ليس سورياً بل جهازاً فاعلاً وقد كشفت له الأغطية الأمنية بحيث أنه قادر على اختراق كل التدابير المتخذة لتوفير أجواء آمنة للمراكز والشخصيات والمعلومات .
من هنا يبدو أن عام 2016 بالنسبة للحزب سيكون عام مراجعة شاملة وكاملة للمرصد الأمني في سورية بغية العودة الى نجومية ماتت بدون انتصارات خاصة وأن الاستنزاف البشري كلما طال كلما فتح الباب لأسئلة كثيرة لم تكن متوفرة نتيجة موجة هادرة من سحر الانتصار الالهي .