خلال الحرب الاهلية في لبنان وبعد ان انتشرت الفوضى وسقط مشروع الاصلاح الذي رفعته الحركة الوطنية اللبنانية اصدر الشاعر اللبناني محمد العبد الله ديوان شعر تحت عنوان: حبيبتي الدولة، وكان هذا الديوان وماتضمنه من قصائد ونصوص دعوة صريحة الى العودة لخيار قيام الدولة اللبنانية من تحت النقاض رغم كل الملاحظات على النظام الطائفي اللبناني والواقع السياسي والاقتصادي.
اما الشاعر الدكتور محمد علي شمس الدين فقد اصدر ديوانا اخرا تحت عنوان: اما ان للرقص ان ينتهي وهو دعوة صريحة لوقف الاقتتال اللبناني الداخلي بعد ان تعاظمت الصراعات المسلحة في معظم المناطق اللبنانية.
وبعد انتهاء الحرب كتب الشاعر اللبناني شوقي بزيع قصيدة رائعة تحت عنوان " البيوت " وجاء فيها: البيوت طيور تزقم أفراخها لوعة كلما ابتعدوا عن حديد شبابيكها المائلة.. والبيوت جسور الحنين التي تصل المهد باللحد.. ريش المغامرة الأم.. طين التكاثر.. سر التماثل بين الطبيعة والطبع.. بين الجنازة والقابلة.. والبيوت سطور يؤلفن بحرها كالقصيدة بيتاً فبيتاً لكي نزن الذكريات بميزانها كلما انكسر اللحن أو تاهت البوصلة.. والبيوت فرابيسنا الضائعة تواصوا إذن بالبيوت.. احملوها كما السلحفاة على ظهركم أين كنتم وأنّا حللتم.. ففي ظلها لن تضلوا الطريق إلى بر أنفسكم.. لن تملوا حجارتها السود مهما نأت عن خطاكم مسالكها اللولبية.. لن تنحنوا فوق مهد أقل أذىً من قناطرها المهملة.. ولن تعرفوا في صقيع شتاءاتكم ما يوازي الركون إلى صخرة العائلة وحرير السكوت.. تواصوا إذن بالبيوت.. استديروا ولو مرة نحوها ثم حثوا الخطى نحو بيت الحياة التي لا يموت.
وكتب الكاتب اللبناني محمد حسين شمس الدين نصا نقديا عن هذه القصيدة في جريدة السفير حول اهمية البيوت بمعناها الشامل اي الوطن والدولة والقرية والمجتمع. هذه النصوص الادبية والشعرية كما غيرها من النصوص الادبية للشعراء العرب تؤكد اهمية العودة الى الوطن والدولة مهما تعرض الانسان من ظلم من وطنه ودولته ، واليوم نحن بحاجة ماسة للعودة الى هذه الادبيات في ظل ما يواجه العالم العربي من مآسي وازمات وانهيارات للدول والاوطان . وعلى امل ان يحمل العام الميلادي الجديد 2016 الامل للشعوب العربية والاسلامية نردد مع شعرائنا الكرام: حبيبتي الدولة، واما ان لهذا الرقص ان ينتهي ، وتواصوا اذن بالبيوت واستديروا ولو مرة نحوها ثم حثوا الخطى نحو بيت الحياة الذي لا يموت.