رحّب زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، أمس، بانضمام فصائل «الحشد الشعبي» إلى الجيش العراقي، وأكد عدم ممانعته لانضمام «سرايا السلام» إلى الجيش عندما تطلب الحكومة ذلك، مشدداً على ضرورة تفعيل دور الجيش ومساندته بكل الإمكانيات والقدرات، وذلك فيما كان رئيس الوزراء حيدر العبادي يتفقد مدينة الرمادي، غداة إعلان الجيش العراقي استعادتها من تنظيم «داعش».

وقال الصدر، في حديث إلى عدد من وسائل الإعلام، إنه «يجب تفعيل دور الجيش ومساندته بكل الإمكانيات والقدرات»، مشيداً في الوقت ذاته «بإنجازه في تحرير مدينة الرمادي». وأبدى ترحيبه «بانضمام فصائل الحشد الشعبي إلى الجيش العراقي»، مضيفاً أنه «لا مانع لدينا من انضمام سرايا السلام إلى الجيش العراقي متى ما طلبت الحكومة، لأن ذلك واجب وطني وليس خياراً».
من جهة أخرى، رأى الصدر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي «فوّت على نفسه فرصة كبرى»، حين لم يستثمر دعم المرجعية الدينية العليا وتظاهرات أبناء الشعب، مشدداً على ضرورة استمرار التظاهرات وحماية المتظاهرين وعدم التعرض لهم.
في هذه الأثناء، تفقد العبادي مدينة الرمادي، في حين انتشر مئات المقاتلين من أبناء العشائر، ليحلّوا مكان قوات مكافحة الإرهاب فيها، غداة استعادتها من «داعش». ووصل العبادي على متن طائرة مروحية إلى الرمادي، الواقعة على بعد 100 كلم غرب بغداد، حيث زار القوات العراقية المنتشرة في المدينة، مثنياً على جهودها، كما قام بزيارة الأسر التي كانت محاصرة هناك.
وفيما اعتاد رئيس الوزراء زيارة المدن العراقية التي تستعيدها القوات الحكومية، منذ المواجهات التي بدأت مع «الجهاديين» إثر استيلاء «داعش» في صيف 2014 على مساحات شاسعة من العراق، لكن استعادة الرمادي لها معنى خاص، لكونها المدينة الوحيدة التي خسرها الجيش، خلال فترة حكم العبادي، واستعيدت بجهد بذلته القوات العراقية.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع خالد العبيدي أن مدينة الرمادي»مدمرة بنسبة 80%». وقال إن «الرمادي تبدو مدينة أشباح بسبب الدمار والخراب وعمليات التلغيم من عصابات داعش الإرهابية، التي جرت عليها، حيث لم نجد بناية مرتفعة نرفع عليها العلم العراقي عند تحريرها».
وفيما انتشر في المدينة المئات من المقاتلين من أبناء «العشائر السنية» المنضوية في إطار فصائل «الحشد الشعبي»، أوضح قائد عمليات الأنبار اللواء الركن سعيد المحلاوي أن «500 مقاتل من أبناء العشائر في الحشد وصلوا إلى قاطع شمال الرمادي، للمشاركة في عمليات عسكرية لاستعادة جزيرة الرمادي والإمساك بالمناطق المحرّرة هناك».
من جهته، أشار قائد مقاتلي العشائر في «الحشد» لشمال الرمادي، اللواء طارق يوسف العسل، إلى أن «مقاتلي العشائر تمّ تدريبهم في قاعدة الحبانية (30 كلم شرق الرمادي)، وتم تجهيزهم من قبل وزارة الدفاع بالسلاح والعتاد، وبالبدلات العسكرية والدروع من حكومة الأنبار». وأضاف أن «مقاتلي العشائر يشاركون في عمليات عسكرية مع الجيش ضد عناصر تنظيم داعش، ويقومون بفعاليات وعمليات نوعية ضد تلك العصابات في القاطع الشمالي للرمادي».
وقد اعتقلت القوات الأمنية العراقية «وزير مالية داعش» وسط الرمادي، فيما أعلنت وزارة الداخلية مقتل مسؤول المجلس العسكري للتنظيم في الأنبار. وأفادت مواقع إعلامية عراقية، نقلاً عن مسؤول أمني رفيع المستوى، بأن «4 مطلوبين اعتقلوا، بينهم أبو صفاء الدمشقي وهو سوري الجنسية ويشغل مهمة ما يسمى وزير المالية في تنظيم داعش»، كذلك أكدت أن السلطات تلقّت عدة بلاغات من مواطنين عن اختبائه بين السكان. وأكد المسؤول أن «العمليات النوعية مستمرة لملاحقة عناصر التنظيم في مدينة الرمادي». كذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل مسؤول المجلس العسكري لـ»داعش»، المدعو أبو أحمد العلواني، إلى جانب العشرات من الإرهابيين في الأنبار.
على خط آخر، وفي ظل الاستعداد لمعركة تحرير الموصل، أشار وزير المالية العراقي هوشيار زيباري إلى أن المدينة «تحتاج إلى تخطيط جيد واستعدادات والتزام من كل الأطراف الرئيسية». وأضاف أن «البشمركة قوة رئيسية ولا يمكن استعادة الموصل من دونها»، مشدداً على أن معركة الموصل ستكون «صعبة جداً جداً». وأشار زيباري إلى أن الجيش «ربما يحتاج إلى الاستعانة بقوى محلية في أدوار معاونة، وربما قوات الحشد الشعبي، وذلك في ضوء مساحة المنطقة التي تحتاج إلى تأمينها حول الموصل خلال الهجوم».