من دون نظراتٍ أو مقدّماتٍ كلاميّة. كلّ ما يحتاج إليه التعارف كبسة زرٍّ واحدة. عشرات طلبات الصداقة تتلقّاها الهواتف الذكية يوميًّا، وعلى أكثر من تطبيق.
بين مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلات الإلكترونيّة، تضيع العقول في إحصاء أعداد "طالبي القرب"، قبل الشروع في عمليّة تحليل هويّتهم الشخصيّة وأفكارهم وتمنّياتهم ورغباتهم.
الاختباء وراء الشاشة يخلق عالمًا جديدًا من التواصل، قد يشوبه التملّق والأكاذيب والأساطير.
يأتي موعد اللقاء الحقيقيّ بعد فترةٍ زمنيّةٍ قد يطول انتظارها، حاملةً معها مفاجآت عديدة. هل تنجح خطوة التعارف الحقيقيّة الأولى أم تفشل؟ اللقاء كان صادمًا لعلّ ظاهرة التعارف من طريق وسائل التواصل الاجتماعيّ تستحوذ اهتمامًا كبيرًا في صفوف الشباب اللبنانيّ، الذين انخرطوا في صفوف التطوّر التكنولوجي من بابٍ واسع.
في حين أن عمليّة اكتساب الأصدقاء من خلال تطبيقات الهواتف الذكيّة باتت رائجة أيضًا. تجربة مايا في هذا المجال كانت شبه قاسية لكنّها علّمتها درسًا، لا يزال راسخًا في ذاكرتها. الطالبة الجامعيّة التي تفاجأت يومًا بدعوة صداقة تلقّتها عبر تطبيق "ب ب م"، تعرّفت فيها على مصادفةً على طالب جامعي يدعى نبيل ر. .
تقول: "تعارفنا وتبادلنا الأحاديث لفترة، وكان قد حصل على رمز التطبيق الخاص بي من طريق مجموعة أنشأها صديقي عبر الـ "ب ب م". كان مثقّفاً ويتقن فنّ التواصل جيّدًا، أمّا صوره فكانت جيّدة ومثيرة للاهتمام". وتعتبر أن "علاقة الصداقة الافتراضيّة بينهما استمرت فترة 3 أشهر قبل الشروع في عمليّة اللقاء الأوّل. تواعدنا على اللقاء في الروشة، وهكذا حصل وحين رأيته صدمت".
وعن سبب خيبتها تقول: "كان نحيفًا جدًّا الأمر الذي لم يظهر جليًّا من خلال صورته، كما كان قصير القامة وهو لم يصارحني بذلك يوم تحدّثنا عن المظهر الخارجي، خصوصًا أن أغلبية صوره كانت "سيلفي".
كما أن بشرة وجهه وملامحها مختلفة تمامًا عن الصور التي كان يستخدم فيها التعديلات والتأثيرات".
وتضيف: "تفاجأت ولم أعلم كيف أنهي اللقاء، خصوصًا أن مشاعر جديّة كانت تبنى خلال فترة التعارف. مضى الوقت يومها ببطءٍ شديد، وقد شعر بأنني غير مرتاحة وحين غادرنا المكان، قمت بإزالته عن قائمة أصدقائي على الفور، ما يعني أن رسالتي وصلت".
النهار