افادت معلومات صحيفة “السفير” ان “رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون أكد لـ”الحلقة الضيقة” أن “الحوار الرئاسي” مع رئيس حزب “القوات” اللبنانية سمير جعجع يتقدم، وأن احتمال أن يبادر رئيس “القوات” الى ترشيحه هو أكثر من جدي وحظوظه ترتفع يوماً بعد يوم!”.
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر مسيحية واسعة الاطلاع “السفير” أن “فرضية ترشيح جعجع لعون يجري انضاجها على نار هادئة، وهي موضع بحث معمّق بين الرجلين”، لافتة الانتباه الى أن “الأكيد هو أن هذا الخيار لم يعد من المستحيلات أو المحرّمات، لاسيما بعد توقيع “إعلان النيات” الذي أدخل العلاقة بين الطرفين في مرحلة جديدة”.
وأشارت الى أن “اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد يتوقف على نضوج مجموعة من الاعتبارات السياسية التي من شأنها أن تؤمن الحصانة للخيار المحتمل”، مؤكدة أن “ترشيح جعجع لعون، إذا حصل، لن يكون حدثاً منفصلا ومعزولاً، بل هو سيندرج ضمن مجموعة شمسية متكاملة، بالمعنى السياسي” على حد تعبير المصادر نفسها.
وشددت المصادر على أن “القوات” و”التيار” “لن يتخذا أي قرار من موقع ردّ الفعل المتسرّع، أو من باب النكاية، ولذلك فهما يخوضان نقاشاً سياسياً عميقاً، أوسع من مبدأ الترشيح بحد ذاته”.
وأكدت المصادر أن “التيار” و”القوات” “لا يقبلان بأن يكونا على مقاعد الاحتياط في المبادرة الرئاسية، خصوصاً أن استحقاق الرئاسة يعني المسيحيين بالدرجة الأولى، وهما لاعبان أساسيان من شأنهما، إذا أجادا تبادل التمريرات، تغيير وجهة المباراة وتسجيل هدف ذهبي في مرمى الآخرين، جازمة بأن ما بعد ترشح فرنجية ليس كما قبله”.
وأمام تقدم فرضية ترشيح جعجع لعون، فإن أسئلة عدة تفرض ذاتها، من بينها:
ـ هل يمكن أن يبادر رئيس “القوات” الى ترشيح “الجنرال” قبل أن يعلن الحريري رسمياً عن ترشيح فرنجية، وذلك لتعطيل مفعول هذا الإعلان مسبقا، أم أن جعجع لن يستعجل مثل هذه الاندفاعة والتبرّع بدعم عون مجاناً ما لم يضطره الحريري الى ذلك؟
ـ ماذا سيكون موقف كل من بكركي وفرنجية والرئيس أمين الجميل، إذا قرر “الاقوى مسيحيا”، أي “التيار” أولاً و “القوات” ثانياً، التوافق على ترشيح عون، وكيف سيتصرف على الضفة الأخرى كل من الرئيس نبيه بري والحريري والنائب وليد جنبلاط؟
ـ كيف سيكون ردّ فعل “حزب الله” على أي توافق رئاسي ـ سياسي بين عون وجعجع، وإلى أي حد يمكن أن يحرجه وصول “الجنرال” الى قصر بعبدا عن طريق معراب؟
ـ هل سيحظى ترشيح جعجع لعون بمظلة إقليمية ـ دولية (كما حصل مع فرنجية ولو أن بعض الحلقات الإقليمية ظلت ناقصة)، أم أنه في الأساس موجّه ضد المظلّة التي تغطي فرنجية في استعادة لتجربة العام 1988؟ وبالتالي الى أي مدى يستطيع رئيس “القوات” أن يذهب في معاندة الإرادة الملكية السعودية؟
ـ من سيقترب من الآخر إذا حصل الترشيح؟ هل سينجح عون في استقطاب جعجع نحو خياراته، ام سيتمكن جعجع من استمالة “الجنرال” الى خياراته تمهيداً لوراثة جمهور “التيار” على المدى الطويل، ام سيلتقيان في منتصف الطريق؟