اجتمع الوزير سليمان فرنجية في باريس مع الرئيس سعد الحريري الذي ابلغه تأييده لرئاسة الجمهورية للوزير سليمان فرنجية ودعم الترشيح وان المملكة العربية السعودية في أعلى مستوى فيها - اي الملك - يؤيد ترشيح الوزير سليمان فرنجية.
وبدأت الاسئلة والاجوبة بين الطرفين، فطرح الوزير فرنجية جملة اسئلة، وطرح الرئيس سعد الحريري جملة اسئلة عما سيتصرفه الوزير سليمان فرنجية في الرئاسة، وفي نتيجة الجلستين، ركبت «الكيمياء» بين الرجلين، بين الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري، واعتبر الوزير سليمان فرنجية انه بقوله ان سلاح حزب الله يتم سحبه بعد بناء الجيش وتقويته وقدرته على ردع اسرائيل، اعطى المقاومة حقها، والحريري اعتبر ان امرا واقعا هو سلاح المقاومة، فوافق على الموضوع، وتم البحث في الطائف، فكان اتفاق تام على اعتماد اتفاق الطائف، وتم البحث بالاسماء والمراكز فتوافقا الوزير سليمان فرنجية والرئيس الحريري في نقاط واختلفا في نقاط اخرى، لكن الخلاف لم يكن كبيرا، بل عندما كان يحصل خلاف في شأن اسم يتم التفتيش عن اسم اخر ويتوافق فرنجية والحريري وذلك في مراكز الدولة العليا.
كما جرى البحث في عمل مجلس الوزراء بين فرنجية والحريري وكيف ان الحريري يريد اكمال خطة الانماء والاعمار التي كان يقوم بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال فرنجية انه مع الانماء والاعمار، وقال الحريري انه مع هيبة رئيس الجمهورية، ومركزه كحكم بين السلطات كلها، وسيكون الرئيس سعد الحريري خير انسان لاحترام رئيس الجمهورية.
مبادرة السعودية التي حملها الرئيس سعد الحريري كانت مفاجأة كبرى، واخفاها الرئيس سعد الحريري عن حليفه الدكتور سمير جعجع الذي اصيب بالصدمة، وحسب مصادر مطلعة «فان حزب الله على علم بتحركات الوزير فرنجية مع الرئيس سعد الحريري، لكنه لم يكن يتوقع هذه المفاجأة بان يؤيد الرئيس سعد الحريري فرنجية ويتفقا سوية على ادارة البلاد وما معنى حلف فرنجية - الحريري، انه في الواقع حليف في الدرجة الاولى ضد العماد ميشال عون، وفي الدرجة الثانية ضد حزب الله، لانه مع الوقت سيتحول هكذا، اذا اتفق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، على خطة عمل داخل مجلس الوزراء، مسبقة قبل الترشيح وبعد الترشيح، وبعد الانتخاب»، وبالتالي، وحسب المصادر المطلعة «اعتبر حزب الله ان الوزير فرنجية ذهب بعيدا في تفاهمه مع الرئيس سعد الحريري دون العودة الى حلفائه ومنهم حزب الله، لبحث كل هذه الامور قبل الاتفاق بين الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري عليها».
وتتابع المصادر المطلعة «كان شعور الوزير سليمان فرنجية كبير الثقة بنفسه وبأنه من الخط وبأنه صديق الرئيس بشار الاسد، وحليف حزب الله وبالتالي لن يعارض احد ترشيحه من قبل الرئيس سعد الحريري، لان المشكلة كانت في ان 14 اذار لا تقبل بالوزير سليمان فرنجية، فجاءت المفاجأة ووافقت 14 اذار بشخص الرئيس سعد الحريري وحده، وتيار المستقبل على ترشيح الوزير سليمان فرنجية».
وتضيف المصادر المطلعة «هنا وصل حزب الله الى نقطة مفصلية، معروف ان حزب الله يؤيد العماد ميشال عون، ويعرف ان شعبية العماد ميشال عون المسيحية هي اكبر من شعبية الوزير سليمان فرنجية، فاذا أيد الوزير فرنجية فسيخسر شعبية العماد ميشال عون في جزين وشعبيته المسيحية في الدامور والجية ومرجعيون، وصولا الى جبل لبنان، وصولا الى البترون، الى الكورة، الى عكار، الى البقاع. وبالتالي، لم تعد تهمه رئاسة الجمهورية بالشكل التي وصلت اليه، اي ان يكون الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ومن الخط، لكن الرئيس سعد الحريري يأتي رئيساً للحكومة، ومعه كل المؤسسات، ويحكم في البلاد من جديد، بتسهيل من الوزير سليمان فرنجية، ضمن اتفاق مجلس الوزراء. لكن حزب الله شعر ان الوزير سليمان فرنجية مرتاح جدا للرئيس سعد الحريري ولم يعد عنده الحذر من الرئيس سعد الحريري كما في السابق».
وكان الرئيس سعد الحريري قد قابل الرئيس الفرنسي هولاند واتفق معه ان يقول الرئيس هولاند للرئيس الايراني روحاني باقناع حزب الله بدعم الوزير سليمان فرنجية وعندها يأتي الوزير فرنجية بشكل حاسم، لكن حصلت احداث باريس والغيت زيارة روحاني لباريس.
وعلى كل حال، تشير المصادر المطلعة «لم يكن حزب الله ليوافق على المبادرة السعودية، لانه يعتبرها دخول السعودية على الخط اللبناني بقوة من خلال رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري وتمتعه بصلاحيات وقدرة على الحكم، بالتوافق مع رئيس الجمهورية، خاصة وان الرئيس نبيه بري متحمس للقوانين التي ستأتي من حكومة فرنجية - الحريري وان الوزير وليد جنبلاط متحمس ايضا، وايران لن تضغط على حزب الله كي يسير بخطة لبنانية لا يريدها، لذلك عملياً رفض حزب الله مبادرة الرئيس سعد الحريري ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وأبقى علاقاته مع الوزير سليمان فرنجية، مركّزا على ناحية انه يؤيد العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وهذا التحالف والعهد الذي قدمه حزب الله للعماد ميشال عون لا يمكن لحزب الله ان يتخلى عنه اخلاقياً وأدبياً وسياسياً. ولذلك فلا انتخابات رئاسة في المدى المنظور، مبادرة الحريري بترشيح الوزير فرنجية تجمدت، وطالما حزب الله يقف الى جانب العماد ميشال عون لن تسير هذه المبادرة، وحزب الله اكد من بكركي انه مع العماد ميشال عون يوم امس، مشدداً ان الالتزام بالعماد عون هو نهائي، وغير قابل للمفاوضة. واذا كان احد يريد ان ينسحب العماد ميشال عون، فليس حزب الله هو المطلوب منه ذلك، بل على بقية الاطراف ان تتحاور مع العماد ميشال عون».
وتختم المصادر المطلعة بالقول «الوزير سليمان فرنجية تحادث مع العماد عون طوال ساعة بحضور جبران باسيل، وجد سدا حديديا في وجه ترشيحه للرئاسة، وخرج من اجتماع غير ناجح بينه وبين العماد ميشال عون، فمن تكون الجهة التي ستفاوض العماد عون كي ينسحب، لا يوجد اي طرف قادر على محاورة العماد ميشال عون للانسحاب، وكما انتهت سنة 2015 من دون رئيس جمهورية، اذا بقي العماد عون على ترشيحه ودعم حزب الله له، فستنتهي سنة 2016 من دون رئيس جمهورية».
اما مبادرة الحريري السعودية فبات حزب الله لديه حساسية عليها، لانه يعتبرها اختراقا سعوديا للساحة اللبنانية، واعادة تموضع لتيار المستقبل على الساحة السياسية في لبنان وانتشاره بقوة من خلال رئاسة الحكومة بشخص الرئيس سعد الحريري.
لم يعد سهلا التفتيش عن مخرج للازمة، فالازمة كبيرة، ولا حل لها، يبدو حتى الان.