على رغم محاولة "حزب الله" نعي المسعى الرامي الى الاتفاق على انتخاب النائب سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية، وذلك من بوابة بكركي التي تأرجح موقفها في الأيام الأخيرة بين تأييد كلي لما سمته "مبادرة جديدة وجدية" والتمييز بين "المبادرة والاسم المطروح"، وتأكيد الحزب انه ليس "الطرف الذي عليه أن يبادر الى تذليل العقبة أمام هذه المبادرة أو التسوية أو الطرح لسنا في هذا الأمر ولا نقبل أصلاً ان تقوم الأطراف كلها بأدوارها في ما يخص التسوية بموضوع الرئاسة ثم يكون دورنا الوحيد هو ان نقنع ميشال عون بالتنحي عن ترشحه لرئاسة الجمهورية. هذا الأمر لم ولن يكون"، علمت "النهار" أن الرئيس سعد الحريري سيطل إعلاميا في الاسابيع المقبلة وذلك قبل مناسبة 14 شباط ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري. وستكون الاطلالة فرصة لعرض كل المعطيات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا المجال، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ"النهار" إن الإصرار على المبادرة الرئاسية التي تتضمن ترشيح النائب فرنجيه سيجري تفعيله في إطار جهود داخلية وخارجية من أجل تجنيب لبنان تجارب صعبة أشد خطورة من 7 أيار 2008 والذي أفضى الى إتفاق الدوحة والى انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وعددت المصادر بعض المخاوف المحتملة وهي: تفاقم ملف عرسال بعد إنهاء ملف العسكريين الذين كانوا مختطفين لدى "جبهة النصرة"، تكرار تجربة مخيّم نهر البارد عام 2007 في مخيّم عين الحلوة، تكرار التفجيرات الانتحارية على أنواعها على غرار ما جرى في برج البراجنة قبل أسابيع. وأوضحت ان الساعين وراء المبادرة الرئاسية الحالية هدفهم تجنيب البلاد كل الاحتمالات الخطرة التي تبدو ساكنة حالياً لكن تحريكها هو في يد من يملك زمامها من أفرقاء في الداخل والخارج على السواء. وأكدت أن الارادة الدولية التي شجعت على المبادرة الرئاسية لا تزال موجودة، علماً أن الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة يريد هدوءاً في الساحة اللبنانية ومن عناصر التهدئة الأساسية انتخاب رئيس للجمهورية. ولفتت الى ان كل المعطيات تفيد أن لبنان سيحظى برئيس للجمهورية "سواء بالإقناع أو بقوة الأمر الواقع" في السنة الجديدة وبدءاً من آذار المقبل.
وقد أكد الرئيس فؤاد السنيورة أن ترشيح فرنجيه لم ينته ولم يتوقف، بل انه مستمر رغم الفرملة التي تعرض لها، مكرراً ان الرئيس الحريري "جدي وصادق" في شأنه، وكاشفاً ان "الطرح يقتصر على بند وحيد هو الرئاسة حصراً، وكل ما عداها يأتي لاحقاً"، قاطعاً الطريق على أي كلام على تسوية أو مقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء. ورأى ان المبادرة تعرضت أخيرا لفرملة إيرانية عبَر عنها "حزب الله" من خلال تمسكه بالعماد ميشال عون.

الأمن
واذا كانت المواقف السياسية واللقاءات تجتذب الاهتمام في الوقت الضائع، فإن نهار أمس كان أمنياً بامتياز وتوزعت ساحاته من بيروت الى البقاع حيث سجلت القوى الأمنية انجازات مهمة.
فقد واصل الفوج المجوقل في الجيش منذ منتصف ليل الاثنين – الثلثاء دهم منازل لمطلوبين من آل جعفر في دار الواسعة ومحلة الشراونة في بعلبك وأسفر ذلك عن ضبط كمية كبيرة من المخدرات و"الكبتاغون" ومعمل في دار الواسعة يضم عدداً من الآلات التي تستخدم في تصنيع المخدرات يملكه المطلوب حسن جعفر، إضافة الى ضبط أسلحة متوسطة وخفيفة وقذائف صاروخية في عدد من المنازل، وسيارة مسروقة وثلاث سيارات من دون أوراق قانونية. وتمكنت القوة من كشف معمل آخر لتصنيع المخدرات وحبوب "الكبتاغون" يعود إلى المطلوبَين حسن عجاج جعفر ومحمد قيصر جعفر. وسلّمت المضبوطات إلى المرجع المختص، بينما تستمر قوى الجيش في ملاحقة المطلوبين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص.
كذلك ضبطت الجمارك في مرفأ بيروت ثلاثة أطنان من حبوب "الكبتاغون" وحشيشة الكيف موضبة في طاولات للأطفال، وكانت معدة للتصدير الى مصر.
وصرح وزير المال علي حسن خليل بأنها "كانت أكبر عملية على هذا الصعيد مرتبة بطريقة مبهمة عبر تمويه الشحنة كأنها طاولات للاطفال ومشغولة بطريقة فنية عالية، اضافة الى التهرب من مسار البضاعة كنقلها الى مصر مثلاً تمهيداً لنقلها الى دول ثانية".
وبقاعاً أيضاً، أصيب عبادة، نجل مصطفى الحجيري الملقب "أبو طاقية"، بطلق ناري في قدمه إثر خلافات مع مسلحين في منطقة وادي الحصن في عرسال، فأدخل المستشفى الميداني في عرسال للمعالجة.