حلّت عواصف ثلجية كثيرة على ربوع لبنان، بعضها كان شديداً وعنيفاً، وبعضها الأخر عادياً، وربّما لا يستحقّ وصفه بالعاصفة، ومع ذلك لم يفكّر المواطنون للحظة واحدة، في تسميتها، إذ كان همّهم الوحيد النجاة من أضرارها وتداعياتها المختلفة على الطبيعة والبيئة وبما لا يؤثّر سلباً في مسار حياتهم اليومية ومعيشتهم، كما أنّ ذهنية المسؤولين في الدولة اللبنانية لم تتفتق عن ضرورة تسميتها لانشغالهم بأمور أخرى في إدارة شؤون البلاد...
ولم ترصد مصلحة الأرصاد الجوّيّة في إدارة الطيران المدني في مطار بيروت، ولا مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، إسماً أو كتيّباً بها، ولم تبادرا يوماً في الماضي، إلى تسمية أيّة عاصفة قطبية وقويّة، أو عادية بأيّ اسم، وهو ما تؤكّده مراجعة بسيطة لكلّ تاريخ العواصف في لبنان..
أما اليوم أصيبت العواصف بالغِيرة من الأعاصير، فصارت تحمل أسماء، ولم تعد تقبل أن تبقى نكرة، وأن يُغْبن حقّها في حمل إسم يزيّن وجودها طوال مدّة هبوبها، ولو لأيّام قليلة وقصيرة، فتتمايل به على مرأى من الناس الذين باتوا ينتظرون ولادتها الميمونة ليتداولوا باسمها كيفما اتجهوا، وكيفما تحرّكوا، مثلما يفعلون عادةً عندما يرزقون بمولود جديد، وصولاً إلى استعمالها لإطلاق الطرائف والنكات، حتّى ولو لم تجلب لهم الخيرات والمسرّات...
ومن هنا...أن لبنان كالعادة إختلف حتى في إطلاق التسميات هذا الإختلاف في أسماء العواصف دفع الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي إلى وضع الأمور كالعادة في خانة الفكاهة وأبرز التعليقات كانت تتمحور حول تسمية "فلاديمير"..
علمًا أن العاصفة إن كانت "سيليفستر" أو "فلاديمير" فإن مضمونها واحد ألا وهو منخفض جوي محمّلا بالذهب الأبيض سينثره على جبال لبنان التواقة إلى ضجيج المتزلجين...