أدى اعتداء على دورية للجيش اللبناني، أمس، في بلدة دار الواسعة البقاعية التي يقطنها جزء من عشيرة آل جعفر، إلى استشهاد جندي وإصابة أربعة عسكريين بجروح.
وأفاد مصدر عسكري «السفير» أن الدورية «كانت بصدد تنفيذ مداهمة للقبض على متهمين بالتورط في جريمة بتدعي التي ذهب ضحيتها صبحي فخري وعقيلته في العام 2014، ولكن مجموعة مسلحة باغتت الدورية بإطلاق النار بغزارة عليها، وعلى الفور، بادرت القوة العسكرية إلى محاصرة المعتدين وعددهم ثمانية أشخاص، في أحد المباني، وبعد ذلك بادروا الى تسليم أنفسهم للجيش بعدما أدركوا أن العملية العسكرية لن تتوقف إلا بخيار من اثنين إما استسلام مطلقي النار أو القضاء عليهم جميعاً» حسب المصدر نفسه.
وأفادت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أنه تبين أن ثلاثة ممن ألقي القبض عليهم ضالعون في جريمة بتدعي، ومحالون أمام المجلس العدلي، وقد ضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية والذخائر والمخدرات.
وعلمت «السفير» أن المتهمين بجريمة بتدعي هما (م. س. جعفر) وولده (ع. جعفر) أصبحا بعهدة الجيش، وقد سبق أن قتل أحد أبناء (م. س.) قبل بضعة أشهر أثناء محاولة إلقاء القبض عليه من قبل الجيش أيضاً على خلفية الجريمة نفسها.
وتزامناً مع مواجهات دار الواسعة، حاول بعض المطلوبين من آل جعفر في حي الشراونة (عند مدخل مدينة بعلبك) إلهاء الجيش، فقاموا بإطلاق النار على سيارة لسوق السجناء، وعلى الفور، عزز الجيش تواجده في المنطقة، وتوسعت رقعة المواجهات لبعض الوقت قبل أن يحسم الجيش الموقف ويسيطر على الأرض.
وأكد مرجع أمني لـ «السفير» أن «الجيش ماض في إجراءاته حتى النهاية سواء في الشراونة ودار الواسعة، أم في منطقة بعلبك بشكل عام»، مشيراً إلى استمرار التوقيفات والملاحقات لكل من شاركوا بالإخلال بالأمن والاعتداء على الجيش حتى القبض عليهم وسوقهم إلى القضاء».
وأوضح المرجع نفسه أن «قرار الجيش يحظى بغطاء القوى السياسية في المنطقة، وجاء نتيجة اتصالات مباشرة بين الجيش وقيادتي حركة أمل وحزب الله حيث جرى التأكيد على إطلاق يد الجيش وأن لا غطاء سياسياً على أي مخلٍّ بالأمن».
من جهته، استنكر أحد وجهاء آل جعفر، ياسين جعفر، حادثة الاعتداء على الجيش في دار الواسعة والشراونة، مؤكداً لـ «السفير» أن العائلة تعتبر الجيش خطاً أحمر وعباءة كل الوطن.
وفي الوقت نفسه، لفت جعفر الانتباه إلى تأثير غياب الدولة الإنمائي والأمني عن المنطقة وعن دورها الحقيقي كأب وأم للجميع، وهو ما أدى إلى تراكم ملفات أمنية لكثيرين من أبناء المنطقة ممن صاروا يخافون تسليم أنفسهم، وهم مطلوبون بقضايا قد تكون صغيرة وغير ذات أهمية ومن ثم تتراكم نتيجة تحولهم إلى طفّار(التعبير الذي يستخدمه أهل المنطقة للإشارة الى الفارين من وجه العدالة)».
وتمنى جعفر لو أن قوى الأمن الداخلي تتولى المداهمات والقبض على المطلوبين ومن ثم تأخذ الأمور مجراها الطبيعي في القضاء، «لكي لا يتم زج الجيش في مواجهات مع المواطنين هنا أو هناك».
يذكر أن هناك نحو ثلاثين ألف مذكرة توقيف وبلاغ بحث وتحر بحق مواطنين في منطقة بعلبك ـ الهرمل تبدأ من جُنَحٍ صغيرة مروراً بزراعة المخدرات وترويجها والإتجار بها وجرائم سرقة، وصولاً إلى ارتكابات وجنايات بحجم جريمة بتدعي.
وقال أحد نواب البقاع إن المطلوب تصفية الملف الأمني للمطلوبين من أبناء المنطقة بدل تراكمه وتفاقمه، وبالتالي تحويل بعض المطلوبين بتهم صغيرة إلى ضالعين في جرائم مخدرات أو سرقة أو خطف في ظل الأحوال المعيشية الضيقة والفلتان الأمني الذي بات المواطن البقاعي أول المتضررين منه.
وقد نعت قيادة الجيش الجندي علي بسام قاسم زين، الذي استشهد «أثناء تنفيذه مهمة حفظ أمن واستقرار في منطقة دار الواسعة – البقاع»، وهو من مواليد 6 -10-1989 شمسطار ـ بعلبك، وسيقام مأتم له اليوم في بلدته عند الثالثة بعد الظهر.