من الواضح أن حزب الله يراهن على الوقت بانتظار بعض التغييرات الإقليمية وخصوصا في الميدان السوري التي يمكن أن يستفيد منها ليضيفها إلى رصيده في الداخل اللبناني. فحزب ألله الذي يمسك بالكثير من مفاصل الأزمات المتفاقمة على الساحة اللبنانية.
فإن اي تغييرات في ميزان القوى في الحروب التي تدور رحاها على الأراضي السورية قد تطرأ لمصلحته فإنه يستطيع أن يحولها إلى أوراق قوة في لبنان يفرض من خلالها الوقائع ألتي تخدم مصالحه. دونما الأخذ بعين الإعتبار مصلحة البلد ومصلحة اللبنانيين.
وفي هذا السياق فإن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لا يزال ينتظر كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في موضوع ترشحه للرئاسة.
إذ ان السيد نصرالله يكتفي بتكرار القول لفرنجية كلما اتصل به مستفسرا عن الموقف النهائي للحزب عن الترشح /طول بالك....... واعطني وقتا... /. ولا أحد يعرف مدة هذا الوقت.
لكن يبدو ان المدة مرتبطة بالتطورات الإقليمية ابتداءا من سوريا وصولا إلى اليمن مرورا بالعراق. مع الاشارة إلى أن الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان الذي ينوء بالمشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية والمعيشة.
وفي المعلومات أنه بعد استمرار الشغور الرئاسي فإن دولا صديقة للبنان رأت أنه لا انتخاب لرئيس جمهورية ما دام حزب الله وتكتل التغيير والإصلاح يمسكان بورقة تعطيل جلسات الانتخاب بذريعة أن العماد ميشال عون هو المرشح الأقوى.وأنهما يصران على هذا الموقف حتى لو تعطلت مؤسسات الدولة وحتى لو تعرضت الجمهورية اللبنانية ذاتها لخطر السقوط.
وعند البحث في احتمال أن يواجه لبنان هذا الوضع الخطير طرح أسم النائب سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة.
وعلى هذه الخلفية فإن رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري المطلع على خطورة استمرار الشغور الرئاسي. فقد تبني عملية ترشيح فرنجية بحيث شكل هذا التبني مفاجأة لحزب الله. وهذا ما جعل السيد حسن نصرالله في موقف حرج في الاختيار بين مرشحين من حلفائه العماد عون والنائب فرنجية.
ومع انتظار الوقت الذي يحتاجه السيد حسن نصرالله ليقول كلمته في ترشيح فرنجية فإن اللبنانيين يعيشون حال من القلق والخوف على مصير وطنهم الذي يتخبط بازمات عصية على الحلول ومخاطر بمخاطر تتهدده من شرقه وجنوبه..