أنجز حزب الله وبعض فصائل المعارضة السورية اتفاقهم تحت عنوان اتفاق الزبداني ونص الإتفاق على تبادل مجموعة من جرحى الطرفين عبر مطار رفيق الحريري الدولي بإشرف منظمات دولية ومشاركة الصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر السوري والهلال الاحمر التركي .
سعى حزب الله لإنجاز هذا الإتفاق بعد حوالي الشهر على إتمام صفقة التبادل بين الدولة اللبنانية وجبهة النصرة التي أطلق خلالها العسكريون اللبنانيون لدى جبهة النصرة، أتبع حزب الله ومناصروه هذه العملية بسيل من الإنتقادات والتخوين وفتحت مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها من المنابر الإعلامية التابعة للحزب لتوجيه الإنتقادات لهذه العملية وبلغت الإنتقادات حد التخوين والتوهين تحت عناوين مختلفة من بينها "صفقة العار" كما وصفها بعض أبواق الحزب الإعلامية .
وبالعودة إلى الإتفاق المبرم بين الحزب وداعش فهل باتت المحرمات على الدولة اللبنانية وأجهزتها حلالا على حزب الله ؟
وهل أن حزب الله وحده هو الجهة الصالحة لإجراء عمليات التفاوض بعيدا عن الدولة اللبنانية وأجهزتها ؟ وهل يحق لحزب الله ما لا يحق لغيره ؟
أسئلة ينبغي على حزب الله الإجابة عنها والإبتعاد عن محاولات تضليل الرأي العام خصوصا وأن تجاوزات حزب الله باتت مكشوفة وتعدياته على الدولة والجمهورية باتت معروفة وواضحة للجميع. ومع تنفيذ بنود الإتفاق الأخير حيث استباح حزب الله المؤسسات والمرافيء_ الأمن العام والمطار_ لتنفيذ الإتفاق الذي شاركت فيه كل من سوريا وتركيا ومنظمات دولية بعيدا عن الدولة اللبنانية وهي التي من حقها وحدها الإشراف على مثل هذه الإتفاقات .
إن حزب الله بذلك يدين نفسه وهو بالأمس اعترض على عملية التبادل التي قامت بها الدولة اللبنانية وهو اليوم يفتح مجال لبنان بالكامل أمام داعش تحت عنوان اتفاق الزبداني وهو اتفاق الهزيمة التي مني بها حزب الله منذ دخوله هذه المعركة قبل عدة أشهر والتي لم يستطع تحقيق أي من المكاسب العسكرية والميدانية فلجأ إلى الإتفاق لتبرير الهزيمة والإخفاقات التي كانت متلاحقة على الحزب منذ دخوله هذه المعركة .
أما وقد تلاشت الوعود بالإنتصارات فها هو حزب الله اليوم منكسرا أمام داعش ومنكسرا أمام لبنان وما ذلك إلا نتيجة السياسات الخاطئة التي كانت ولا زالت تطبع تهور الحزب منذ اندلاع الازمة السورية .
جهاد عبد الله