أكد عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، في أمسية شعرية أقامه حزب الله وبلدية الخيام لمناسبة الميلاد المجيد والمولد النبوي الشريف، في مجمع الإمام الخميني في بلدة الخيام، أن “الموجة التكفيرية التي نراها الآن لها جذورها التاريخية في الحكم المملوكي والحكم السلجوقي وما تبعه من سلاطين وحكام الجور الذين أذاقوا أهل هذه البلاد والعباد فيها مرارة الاضطهاد، إلى أن من الله علينا بنعمة “أن يقبل واحدنا الآخر”، وأن نعيش معا محاولين الاستفادة من اختلافنا لنقدم تجربة للانسانية تحاول القول إن الاختلاف في الرأي لا يؤدي إلى صراع أو خلاف، بل إننا جميعا وكل بوسيلته وعبر طريقته يحاول الوصول إلى الإله الواحد، وبحمد الله نحن في منطقة التوحيد”.
وقال :”إن الموجة التكفيرية الثانية التي تشهدها منطقتنا معروفة بجذورها، فهي تنتمي إلى مدرسة معروفة بدأت قبل مئتي عام، واستشرت في بلاد المسلمين بفعل الرعاية الاستعمارية البريطانية، فانبرى أكثر من عالم سني ليفندوا آراءه التكفيرية بحق أبناء الطوائف الأخرى، لكن مال النفط كان أكثر طغيانا، فانتشرت هذه البدعة، وساهم في انتشارها قرار اتخذته بعض الحكومات الأوروبية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، حيث اتخذت قرارا بمنع الشباب المسلم في أوروبا من أن يهتدي إلى النور الذي أضاءه الإمام الخميني “قده” بفكره وجهاده، وكانت الخطة أن تفتح أبواب أوروبا أمام دعاة التكفير الذين استلموا إمامة المساجد وخرجوا أجيالا من الشباب التكفيري لا ينقصه لكي يتحول إلى مجرم قاتل سوى من يتولى تنظيمه ومده بالسلاح والمعلومات”.
أضاف :”إننا إذ نصارح الجميع بهذه الحقائق، فإنما نريد أن نقول للحكومات الأوروبية، لقد أخطأتم بأن سمحتم بنشر التكفير في بلادكم، لقد اخترتم خيارا خاطئا، وإن الإرهاب الذي تشهده أوروبا وأميركا هو من ثمار هذا الخيار الذي سمح بانتشار التكفيري، وهي مناسبة أيضا لنقول للبنانيين، إن صيغتنا قائمة على التعددية والتنوع والاختلاف والقبول بالآخر والعيش معا، وأن الفكر التكفيري يشكل النقيض الوجودي لهذه الصيغة ، ولذلك لا يمكن للصيغة اللبنانية أن تستمر على قيد الحياة إذا استمر التكفير في منطقة بلاد الشام، وعليه فإنه يجب أن نعمل على اجتثاث التكفيريين من أساسهم، وفي نفس الوقت نقول لمن يدعو إلى تشكيل تحالفات مهزلة، إنه من الأفضل أن يتوقف عن هذا، وأن يقرن قوله حول مكافحة الإرهاب بفعل، من خلال وقف نشر مدرسته الفكرية القائمة على التكفير، أو التوقف عن مد المجموعات التكفيرية بوسائل القوة من سلاح ومال وعتاد”.
وتابع :”من جهتنا فقد أدركنا في وقت مبكر الخطر الذي يتهدد لبنان من المجموعات التكفيرية والفكر التكفيري، وذهبنا للدفاع عن مقدساتنا، فخيارنا اليوم نحن أصحاب الفكر المؤمن بالتعددية هو الذي ينتصر، وإن مشروعنا هو الذي ينتصر أيضا، وبالمقابل فإن التكفير سيسقط في هذه المنطقة بعون الله تعالى، بحيث أننا وفي كل يوم يمضي، نكون فيه أقوى من اليوم الذي سبقه، كما أننا وعند كل عام يطل نرى فيه نصرا أوضح وأثبت، ولهذا فإننا ندعو الجميع في لبنان إلى التصرف على قاعدة، أن الإرهاب التكفيري لا يمكن أن يحقق انتصارا لا في سوريا ولا في العراق ولا في لبنان، وعلينا بدلا من الترقب والانتظار، أن نذهب إلى تحقيق الوفاق الشامل بين اللبنانيين الذي يمكنهم من بناء تجربة سياسية فكرية حضارية بمقاييس عالمية، ونحن نرى أننا قادرون على ذلك، لأن أرضنا هي أرض الأنبياء والرسل، وسبق لنا أن حملنا هذا الفكر إلى العالم بأسره، وغيرنا وجه العالم”.